جد متأسف لاستعمال كلمة “جرذان” في وصف أصحاب بعض الأقلام التي تقطر خسة وسفالة ونذالة. لن أتحدث، هنا، عن “تلفيق بوعشرين” الذي أصبح أشهر من نار على علم في مجال الافتراء وتزوير الحقائق والابتعاد عن المهنية والاستقلالية والموضوعية، طلبا للمال وتقربا لأصحاب القرار، ملطخا بذلك شرف مهنة المتاعب. ولن أتحدث عن الكتائب الإليكترونية التابعة لحزب العدالة والتنمية التي تترصد خصوم “بنكيران” وحزبه، الحقيقيين والمفترضين، وتشن ضدهم، بلغة سافلة وحقيرة، هجوما لا يفتر؛ وذلك بهدف التأثير عليهم وجعلهم يرضخون لطلبات رئيس الحكومة المعين.

كل هذا سوف أتخطاه لأهتم، في عجالة، بما صدر في اليومين الأخيرين من كلام، كله تحامل وبغضاء وكراهية ويقطر غلا وحقدا على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقد صدر هذا الكلام عن شخصين (ذكر وأنثى) يحملان نفس الاسم العائلي. لا أعلام إن كان الأمر صدفة أم أنهما ينتميان لنفس العائلة. كل ما أعرف هو أن الذكر يحمل لقب الدكتور؛ يتعلق الأمر بمحمد الناجي، المعروف (والله أعلم) كسوسيولوجي ومؤرخ ومفكر(وقد أضاف إليه الأخ “حماد الريفي”، مشكورا، هذا التعريف: “صاحب ورشة صغيرة لإعادة تدوير النفايات في المطرح العمومي الأزرق”، والتي أسقطت عنه قِناعه بشكل مدوي).

وتجدر الإشارة إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها هذا الدكتور الألمعي كرهه وتحامله على الاتحاد الاشتراكي (انظر الاستجواب الذي أعطاه لجريدة “بوعشرين”، “اليوم “24، بتاريخ 15 أكتوبر 2016). وقد سبق لي أن تساءلت إن كان يعاني من عقدة تجاه هذا الحزب في مقال بعنوان ” “محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل”: كبوة جواد أم تجلِّي لعقدة مستحكمة؟؟(موقع “إكسير”، صفحة “محمد إنفي”، 18 أكتوبر 2016).

لكن اليوم، لم يعد للتساؤل أي مبرر؛ إنه يعاني، بالفعل، من عقدة اسمها الاتحاد الاشتراكي. غير أن العقدة وحدها لا تبرر كل هذه الوقاحة وهذه الدناءة التي يتحدث بها عن حزب الشهداء والمناضلين الصناديد؛ إذ وصل به الأمر إلى الادعاء بأن الحزب يتاجر برفات شهدائه لمن يدفع أكثر.

وفيما يخص هذا الموضوع، فقد كفاني الأخ “حماد الريفي” مؤونة الدخول في التفاصيل. فالعنوان الذي أعطاه للرسالة التي وجهها للناجي يلخص كل شيء: “هل تصفي حسابك مع المخزن على ظهر الاتحاديين بعد يأسك من منصب سفير؟” (انظر “التحرير بريس”، السبت 14 يناير 207)، رغم أنك كنت متعهدا للحفلات بمهرجان بنجرير ومديرا لمهرجان “أوتار”؟ أضيف إلى سؤال الأخ “حماد”: وما ذا تنتظر كمنصب، يجازيك به “بنكيران” على وقاحتك وتطاولك على الاتحاد وتاريخه؟

أما الأنثى التي أشرت إليها أعلاه، فهي تدعى “مايسة سلامة الناجي”؛ حاصلة على شهادة الإجازة في اللغة الإنجليزية وتقدم نفسها على أنها كاتبة(كذا) ولا تضيف لها كلمة “رأي”. وما أكثر كتاب الرأي في يومنا هذا الذي يعرف انتشارا كبيرا للمواقع الإليكترونية. وليس هذا فقط؛ فهي تدعي العلم والفكر و و و. ولا تعرف للتواضع شأنا ولا معنى.

وعلى طريقة وأسلوب الكتائب الإليكترونية للبيجيدي، دبجت مقالا كله سب وشتم وقذف واتهام (تستحق عليه أن تجرجر أمام المحاكم؛ لكن أنا متيقن أن لا أحد من الاتحاديين سوف ينزل لمستوى هذه التافهة والسافلة) في حق الاتحاد الاشتراكي وكاتبه الأول. ويكفي قراءة العنوان لمعرفة ما ومن يحرك هذه الدمية لتنثر ما بداخلها، نيابة عن الآخرين، من غل وحقد ومن عقد نفيسة تجاه الاتحاد الاشتراكي وتاريخه الحافل. فالعنوان (ويطرح مشكلا تركيبيا، لا أعتقد أنها قادرة على إدراكه وتصحيحه) “هزلت الاتحاد الاشتراكي رئيسا لمجس الشعب” (“العرئش نيوز”، الأحد 15 يناير 2017؛ ويمكن الاطلاع عليه في مواقع أخرى).

لا أريد أن أدخل في تفاصيل “المقال”، إن صحت هذه التسمية. ومن الأفضل أن يسمى “الهذيان”. وقد تأتي الفرصة للرجوع إليه بعد هيكلة مجلس النواب وتكوين الحكومة التي قد تجازيها على صنيعها مع الاتحاد الاشتراكي.

ولا أملك، في الختام، سوى أن أتأسف على هذا النوع من الأقلام (وما “الناجي”، الذكر والأنثى، إلا نموذجا)التي تمرغ الكلمة في الوحل وتقدم صورة دنيئة ومخجلة لمن هم محسوبين على النخبة، وهم لا يحسنون سوى الشتيمة وتوزيع التهم.

 

الاثنين 16 يناير 2017.

‫شاهد أيضًا‬

باب ما جاء في أن بوحمارة كان عميلا لفرنسا الإستعمارية..* لحسن العسبي

يحتاج التاريخ دوما لإعادة تحيين، كونه مادة لإنتاج المعنى انطلاقا من “الواقعة التاريخ…