حين دخلت مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يوم 3 يناير 2017. على الساعة العاشرة صباحا لحضور الندوة الصحفية التي نظمتها لجنة المتابعة التي تؤطر معركة مناهضة الدعوى التي أقامتها الحكومة لمصادرة مقر المنظمة تذكرت سنة 1978 حين كنت أول شخص يطأ ساحة مقر المنظمة رفقة الرفيق محسن عيوش .
صباح ذلك اليوم كان لنا لقاء مع وزير الداخلية المرحوم إدريس البصري ، كان قد طلب منا تشكيل وفد وطني والذهاب إلى مقر وزارة الداخلية والهدف هو إبلاغنا رسميا بقرار رفع الحظر عن المنظمة الذي كان قد أعلن عنه الملك الراحل الحسن الثاني .
كنت أنذاك كاتبا عاما لتعاضدية كلية الحقوق بالرباط ، وقد تكون الوفد الذي رافقني حيث كنت رئيسه من ممثلين عن المراكز الجامعية ، بوعيش مسعود عن فاس والاسماعيلي عن وجدة ومصطفى نور عن مراكش ، لم أتذكر الباقين فقد مضى على ذلك وقت طويل وكان رفقني من كلية الحقوق بالرباط محسن عيوش . حضر معنا في هذا اللقاء بعض الرؤساء السابقين للمنظمة على رأسهم السيد فتح الله ولعلو ، أبلغنا المرحوم إدريس البصري بقرار الملك ومن بين ما جاء في حديثه أن الهدف هو خلق إطار للحوار حول مشاكل الطلبة مع الجهات المسؤولة وأكد على أن من حق الطلبة أن يشتموا أي وزير بما فيهم هو ولكن على الطلبة أن يحترموا الملكية حيث قالها باللغة الفرنسية laisser la monarchie tranquille, وحين أنهى كلمته تحدث ولعلو عن الدور التاريخي الذي لعبته المنظمة سواء في مجال التوعية أو تكوين الاطر ، كان علي بإسم الوفد أن ألقي كلمة بالمناسبة جاء فيها بإختصار أن قرار الملك رفع الحظر عن المنظمة الطلابية ليس منحة وإنما هو إستجابة لواقع موجود ذلك أن الحركة الطلابية آنذاك كانت قد أرست تنظيماتها القاعدية من تعاضديات وجمعيات كما شكلت لجنة تنسيق وطنية كانت تسهر على توحيد نضالاتها ، وحين أنهيت كلمتي بادر وزير الداخلية إلى التصفيق موجها الكلام إليّ حيث قال إنني مؤهل لكي أكون عضوا في البرلمان فما كان مني إلا أن أجبته ” حتى مايكونش مزور ” .
عند خروجنا من مقر وزارة الداخلية قال لي ولعلو لقد ” قصحت الهضرة” فأجبته أليس ذلك هو موقف الحزب أنذاك .
في الساعة الثالثة من ظهر ذلك اليوم ذهبت أنا والرفيق محسن عيوش إلى مقر العمالة بالرباط وذلك لأن وزير الداخلية قال لنا بأن عامل الرباط السيد بنشمسي سيسلمنا مفتاح المقر . حين وصلنا إلى العمالة طلب منا السيد بنشمسي وهو من الموقعين على وثيقة الاستقلال أن ندخل إلى مكتبه ونحتسي فنجان قهوة معه فرفضت وطلبت منه أن يسلم لنا المفتاح أو أننا سنغادر . الرجل كان معجبا بِنَا بخصوص الطريقة التي تعاملنا بها مع الرجل القوي ، لكننا لم نعر أي إهتمام لذلك . كنا ثوريين بمضمون تلك تلك المرحلة فما كان على الرجل سوى أن يسلمنا المفتاح ، بعدها التحقت بمقر المنظمة أنا والرفيق محسن .
تلك الذكريات مناسبتها حضوري يوم 3 يناير 2017 إلى مقر المنظمة .