بعد تأخر إخراج حكومة ما بعد انتخابات 7 أكتوبر 2016 – أي العام الماضي – ، طفت على سطح الأحداث السياسية بالمغرب واقعة زعيم حزب الاستقلال حميد شباط ، بعد تصريحاته الأخيرة بخصوص دولة موريتانيا . حميد شباط – وكعادته – أراد أن يكون في سياق استباقي ، أو كعادته ، حاول أن يزايد على الجميع ، وحتى على الدولة ، فورط نفسه حتى الشفتين .
و موازاة مع الواقعة المثيرة في واقع الدبلوماسية المغربية ، لا زالت الحكومة لم تر الوجود . وقيل أن رئيسها المكلف من طرف الملك ، انسجاما مع دستور 2011 ، يتشبث بحزب الاستقلال ، وحزب الاستقلال يتشبث به كأغلبية – و بدون شرط مسبق ، وحتى بعد نكسة شباط – ، ضدا على موقف الأحرار و عرابها الجديد الذي يريد استبعاد حزب الميزان عن الاستوزار. و كل المعطيات تأتينا متقطعة ، ورئيس الحكومة المكلف لم يكلف نفسه التصريح أمام الشعب وأمام البرلمان المجمدة أشغاله بغير حق دستوري ، وكأن البرلمان صار تابعا للحكومة ، مع العلم أنه مؤسسة تشريعية منتخبة ، و الحكومة مؤسسة تنفيذية …
و هنا لا بد من طرح الأسئلة التالية :
– هل كان بنكيران يتشبث بحزب الاستقلال من أجل إفراغ المعارضة من قوتها ، وعزل حزب الأصالة و المعارضة ؟
– و هل كان بنكيران سيطير لموريتانيا لو كان شباط في الحكومة ؟ وما هي الكلفة السياسية التي كان سيؤديها لو كان شباط ضمن عناصر حكومته ؟
– و هل كان بنكيران يتق فعلا في شباط ، بعد أن تخلى عنه هذا الأخير في منتصف ولاية حكومته الأولى ، ليطلب النجدة من حزب الأحرار الذي استجاب و أنقد الموقف ؟
– و هل كان شباط سيقول ما قاله في وضع موريتانيا لو كان ضمن فريق وزراء الحكومة ؟
– و هل كان المغرب محتاجا لخرجات شباط حتى يململ علاقاته مع الجارة موريتانيا ؟
– و هل كان تأخير تشكيل الحكومة حكمة ربانية أو بشرية ، كي تستريح من غزوات شباط ؟
– و هل سيتشبث بنكيران بوعده لحزب الاستقلال و باقي مكونات الكتلة ، رغبة منه في أغلبية جد مريحة ؟
– و هل سيستريح بنكيران و أخنوش في حالة تشكيل حكومة بأقل عدد من الأحزاب المطاوعة ؟
– و هل سيعمل بنكيران على التسريع بتشكيل الحكومة ، أم أنه سينتظر خرجات أخرى لغريم سياسي آخر مفترض ؟