في مقال مطول تحدث الأستاذ عبد الله بوصوف ،عن مواقف بطولية لمغاربة العالم وتشبث بالملكية ،لا جدال فيه ،وأنها ضامن ،استقرار المغرب ووحدته ،وعليها إجماع وطني .ومغاربة العالم اعتادوا للرجوع باستمرار للتحكيم الملكي في نوازل كثيرة ،حصل فيها صراع بين الأحزاب والأغلبية الحاكمة وكانت مرتبطة بقضايا الهجرة
تحدث الأستاذ بوصوف ،عن سنة 2016
،وقال عنها أنها كانت سنة نجح وتألق فيها مغاربة العالم في أمور وقضايا كثيرة ،منها قضية الوحدة الترابية ،بحيث كان لهم حضور ملت في العديد من المناطق ، لكنه أغفل ذكر الإكراهات التي هي قائمة فيما يخص تدبير القضية الوطنية في العديد من ،دول الشمال ،النرويج السويد فلندا الدنمارك بالإضافة لإسبانيا وإيطاليا وفرنسا في العديد من الجهات رغم التواجد المكثف للمغاربة في هذا البلد
عندما يتحدث السيد بوصوف بإيجاب فيما يخص اندماج المغاربة في دول الإقامة فالدراسات التي قامت بها العديد من الأحزاب في الدول الأروبية تؤكد عكس ذلك ،وتبقى تقارير العديد من الجهات مرجعنا في فشل الإندماج ،بسبب ارتفاع نسبة التطرّف وسط الشباب المغربي رغم أن المجلس ووزارة الأوقاف والمجلس الأروبي للعلماء يخصصون ميزانيات ويقومون بأنشطة ،لكن في الحقيقة العمليات التي حصلت في العديد من الدول الأروبية والتي ذهب ضحيتها أبرياء والمتورطون شباب مغربي دليل على فشل هذه السياسة
دليل آخر على فشل اندماج الشباب المغربي في المجتمعات الأروبية هو غيابهم في الأنشطة السياسية وعدم انخراطهم في الأحزاب السياسية وفي العمل السياسي دليل على فشلهم في الاندماج. في المجتمعات التي يعيشو ن فيها،
في نظري جيل لا يهتم بالحياة السياسية في بلدان الإقامة لا يمكن الإعتماد عليه للدفاع عن القضية الوطنية وهو يفتقد مسبقا لتاريخ الصحراء ومشاكل الصراع في المنطقة ،ومن هنا يمكن اعتبار تقييم الأستاذ بوصوف لمغاربة العالم ودفاعهم عن القضية الوطنية تقييم مجانب للصواب ،ولعل إشارته في البرنامج الذي شارك فيه يوم الثلاثاء ،نيته في تنظيم دورات تكوينية للشباب في القضية الوطنية دليل قاطع على هذه الإكراهات التي نعاني منها فيما يخص هذه القضية
وتولي العديد من المغاربة مسؤوليات في الحكومات الأروبية ،لا يعتبر دليل على اندماج قوي للمغاربة في هذه المجتمعات ،فارتفاع نسبة التطرّف والغُلو وارتفاع نسبة الإسلاموفوبيا والتيارات العنصرية يثبت على فشل الإندماج كذلك وفشل السياسات التي نهجها المغرب في تدبير الشأن الديني
ارتباط مغاربة العالم بوطنهم لا شك فيه ولكن يجب أن تحدث بواقعية فهم يحسو بإحباط كبير في عدم إشراكهم في الحياة السياسية في بلدهم وتحقيق المواطنة التي تبقى معلقة إلى حين . لقد اقتنعوا بأن الدولة لا ترغب في في إشراكهم في تدبير الشأن ولا حتى في تحمل مسؤوليات في السفارات والقنصليات في بلدان الإقامة ،ولا حتى تدبير ملف الهجرة ومشاكله
فرغم أن جلالة الملك في خطب عديدة يلح الدور الإيجابي الذي يقوم به مغاربة العالم في دعم الإقتصاد الوطني بالتحويلات الكبيرة ،ودعم السياسات العمومية ،فإن الإرادة السياسية للحكومة والأحزاب بصفة عامة لازالت غائبة
إن تنويه وتكريم الملك للعديد من الكفاءات المغربي التي برزت في مختلف التخصصات لم يكن كافيا ،لبلورة سياسة واضحة في الهجرةمن طرف الحكومة والمؤسسات المكلفة بالهجرة ،وأعتقد أن رفع الرأي الإستشاري لجلالة الملك من طرف مجلس الجالية كان سيكون كافيا لتفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية أو تعديلها وبالتالي نسيان طموحات وتطلعات ناضل من أجلها العديدمن مغاربة العالم
حقيقة يجب إن يعلمها الباحثون في الهجرة والمسؤولون عن المؤسسات المتعلقة بها هو أن مايجري من تحولات في المجتمعات الأروبية ،ونظرة هذه المجتمعات للإسلام وللمغاربة سيكون له آثار وخيمة ،على الأجيال المزدادة هناك والتي لامحالة ستفقد هويتها في غياب سياسة واضحة للدولة المغربية.
حيمري البشير
كوبنهاكن في 30/دجنبر /2016