بلغ إلى علمنا أن صراعا محموما يحصل بين تيارات دينية محسوبة على المغرب ،كل واحد يسعى للزعامة وقيادة تدبير الشأن الديني في الدنمارك ،
صراع طاحن بين أربع مؤسسات دينية اشتراها المغاربة ،،ومجموعة أخرى وجدت نفسها خارج النزال ،تبحث بدعم من جهات في السفارة التدخل من أجل إقناع الجهات داخل المغرب للمساهمة في شراء مسجد جديد لسنا بحاجة إليه بوجود مساجد مغربية عدة بلغ عددها لحد الساعة حوالي ستة ،
يتساءل غالبية المغاربة عن الدواعي التي جعلت بعض الأطراف من داخل الإدارة تدعم شراء مسجد جديد في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إلى مركز ثقافي مثل باقي الأقليات العرقية ،مركز ثقافي ليكون فضاء لإبراز التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب الأمازيغي والعربي والعبري ، فضاء يجمع كل مكونات المجتمع المغربي ،
لا أدري لماذا يسعى البعض لشراء مسجد آخر ينضاف للمساجد التي يسيرها مغاربة وتزداد حدة الصراعات أكثر ،لينضاف فريق جديد يقوده شخص مهووس بالزعامة في نظري وفي نظر العديد من الكفاءات التي تسعى بكل ما تملك لإقناع جهات عدة بأن فكرة مسجد جديد لن يخدم مصلحة المغاربة بقدر ما يخدم مصالح جهة معينة ،وأن مصلحة المغاربة في محاولة إقناع الجماعات المتصارعة بوحدة الصف ،عِوَض المزيد من الإنشقاقات التي تؤثر سلبا على مستقبل القضية الوطنية بالدرجة الأولى ..
آن الوقت لإعطاء فرصة للكفاءات التي لها تصور ورؤيا ورغبة في استغلال الفضاءات الجامعية حتى تكون مكان اللقاء ،ومكان الحوار بين الحضارات ،ومكان إبراز التعايش والتسامح الذي عاشه المغاربة منذ مئات السنين ، يجب أن يعلم تجار الدين الذين يلعبون على الأنشطة الدينية بدون استراتيجية لاستقطاب الأتباع بأننا في حاجة إلى أقدس من المسجد ،نحن بحاجة إلى مكان نجسد فيه ثقافتنا ونبين للدنماركي تراثنا المتنوع ،ونجعلهم من خلال أنشطة متنوعة في مركز ثقافي يعرفون عدة جهات ومناطق في سهرة مسرحية أوغنائية ،دعونا نعيش ويعيش معنا الأجيال المزدادة والمترعرعة في الدنمارك ،اتركوهم يحسون ويفتخرون أمام أصدقائهم الدنماركيين بثقافة بلدهم ،،عندما نقول بأننا لسنا في حاجة إلى مسجد جديد بتواجد المساجد الستة فإنما للفت انتباه الجميع ،بأن رغبتنا في مركب ثقافي سيكون حلما للجميع كبارا وصغارا ،لأنه الفضاء الوحيد القادر على استعاب الجميع عرب وأمازيغ ويهود ومسيحيين إذا كفى من التسابق على المناصب من خلال شراء المساجد ،لسنا ضد تدبير جيد للشأن الديني ولكن ضد التسابق في إحضار فقهاء من المغرب لا يفقهون في اللغة وغير قادرين على التواصل مع الأجيال المزدادة هنا ،كفى من هدر المال بهذه الطريقة وبدون استراتيجية واضحة لا لوزارة الأوقاف التي أوفدت فقهاء غير قادرين على التواصل مع الجيل المزداد هنا وجهات ستوفد الأسبوع القادم وفد آخر ولا ندري كاسر هذا التسابق المحموم بين فئات متصارعة ليس على محاربة ظاهرتي التطرّف والغُلو والإرهاب ،وإنما من سيفوز بالزعامة لتدبير الشأن الديني في الدنمارك .