– كان نابليون بونابرت يردد بأن «سياسة أي بلد …..في جغرافيته». ولهذا عندما كرس الملك التوجه الإفريقي بدا لنا أنه التوجه المنطقي جغرافيا وسياسيا، بعد أن كان قد كرس جغرافيته الشرق أوسطية بدون مواربة….
وقد اختار المغرب أيضا أن تكتسي العلاقات الديبلوماسية صيغة «قوة علائقية»، وذلك عبر ربط علاقات متعددة الأبعاد، ثم /أو ثنائية و ثلاثية ومتعددة الأطراف..مما فرض عليه أن ينوع عرضه المقدم، من الأمن إلى التنمية، وهو ما استدعى – اعتراضيا – العمل على تطوير الآلة الديبلوماسية بشكل بنيوي ووظيفي ..
– استطاع المغرب في بناء استراتيجيته الدبلوماسية أن يجمع بين الأمن الروحي والسلاح العسكري في توطيد التعاون مع إفريقيا جنوب الصحراء، ثم ربط التنمية بالأمن تحت راية الأمم المتحدة في إفريقيا الغربية، مع تكريس بلادنا كأول مستثمر فيها..
– حيث يثبت الفشل، لا يحق لنا تكرار التجربة الفاشلة، بل البديل الذي لا بد منه، مع اقتصاد الجهد والوقت، كما يتضح ذلك بقوة من خلال قضية الأنبوب المغربي النيجيري الرابط بين عدة دول في الغرب الإفريقي.…
في الفشل الجزائري درس مغربي…، ومن بين عناصر الذروة في قراءة الفشل هو دور الإدارة، حيث تبين أنها – في الجزائر – إدارة كارثية عاجزة.. بوجود إدارة ضعيفة وعديمة الكفاءة، مما ينتج عنه تمطيط للآجال ودراسات جدوى بنتائج غير مضبوطة وميزانيات غير حقيقية، تستمر في الارتفاع .. كما ورد في خطاب البرلمان، وعن المفهوم الجديد للإدارة» كما تكون مطلوبة في الانطلاقة المغربية..
وقد كان الخطاب واضحا عندما قال إن تدبير شؤون المواطنين وخدمة مصالحهم، مسؤولية وطنية، وأمانة جسيمة، لا تقبل التهاون ولا التأخير». وأضاف «أن النجاعة الإدارية معيار لتقدم الأمم ، وما دامت علاقة الإدارة بالمواطن لم تتحسن، فإن تصنيف المغرب في هذا الميدان، سيبقى ضمن دول العالم الثالث، إن لم أقل الرابع أو الخامس».
يلاحظ أيضا أن الأمن، رافعة أساسية في الدبلوماسية، كما كان يجب أن يكون منذ عقود، وهو ليس فقط ضامن استقرار الداخل بل هو استقرار الخارج وتحصين شروط التعامل الدبلوماسي، فحيث فشل الأمن الجزائري مثلا في ضمان الأمن على طول 2100 كلم من أراضي الشقيقة الجزائر، ـ حصتها من الأنبوب النيجيري) كان الفشل يترقب المبادرة..
إن وجود جهاز أمني فعال ومنخرط في محاربة الإرهاب في إفريقيا و في العالم ضمانة اقتصادية (لاحظ أن قضية عين امناس 2013 التي دقت ناقوس القبر في مشروع الأنبوب الجزائري كانت المسمار الأخير فيه)…
– الدبلوماسية هي أيضا: مؤسسات عمومية وخاصة مغربية، قوية وناجعة، مؤسسات قادرة أن تكون قاطرة قارية، كما هو الحال مع العديد منها في القيام باستطلاع ظروف نجاح الدبلوماسية، وعليه فإن حاجتنا إلى مؤسسات اقتصادية مغربية قوية إذن، ليست حاجة محلية، لقد أصبحت اليوم، أكثر من أي وقت مضى، حاجة إفريقية ودولية، ونتائج استثماراتها في الخارج ستنعكس على الداخل بشكل جلي في السنوات القليلة المقبلة.
– تحويل الثروة إلى ضمان دبلوماسي: وكتأمين حقيقي كما هو حال الفوسفاط ، كقوة مالية وكمشروع تنموي للأمن الغذائي ، علينا ألا نكرر الخطأ الذي تم في سبعينيات القرن الماضي عندما تم وقف البترول ولم نستفد من الأموال الطائلة التي تهاطلت علينا، وتم تبذيرها في الكماليات أو الهندسات الفرعونية!