المعارك التي خاضها مغاربة العالم من أجل تحقيق المواطنة هناك في المغرب كثيرة وشاقة ولم يحققوا المبتغى إلى حدود نهاية دجنبر 2016 .ففقدوا ثقتهم في مؤسسات الدولة المغربية ،وعانوا ولازالوا يعانون من التدبير القنصلي السيئ ومن سياسة الترهيب والتهديد ،لم يبق لهم إلا الإنصهار عِوَض الإندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها والتي حققت لهم كل الحقوق التي تنص عليها المواثيق والمنظمات الإنسانية .
أصبحوا بعد سنوات جزء ا من المجتمع ،الذي يعيشون فيه ،متساوون في الحقوق والواجبات ، في نظري لم يبق مايربطهم بوطنهم الأصلي سوى الإسم فحتى مثواهم الأخير اختاروا أن يكون في الوطن الذي منحهم كل شيئ ،
كنّا إلى عهد قريب ندافع عن فكرة التمسك بالهوية الوطنية ،لكن عندما تلمس الفارق الكبير في المعاملة بين الوطن الأصلي والوطن المحتضن ،واستمرار نفس السياسة التي دفعت العديد إلى الهجرة إلى وطن بديل .
يبقى خيار نسيان النضال والتاريخ وسنوات الجمر والرصاص ، والهوية، وفك أي ارتباط بهذا الوطن هاجز يؤرق العديد . نحن مع كامل الأسف في نهاية 2016 وفي عهد يقولون أنه جديد بنفس الممارسات التي كانت سائدة منذ سنوات ، ومن نفس الأجهزة مجندين بالشيوخ والمقدمين ، معتمدين مع كامل الأسف على سياسة فرق تسد وزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد ،غير آبهين بالإكراهات التي نواجهها في القضية الوطنية ،حتى أصبحنا شوهة أمام أعداء الوطن ،
نقول للذين يحاربون الشرفاء والمناضلين بشتى الطرق الدنيئة ،والإساءة لماضيهم ولتاريخهم ،أن معركتنا ضد الفساد مستمرة ،وأن مسلسل التغيير الذي يهللون له لم يتحقق بعد باستمرار هؤلاء .
كنّا نتطلع بعد خطاب العرش لهذه السنة والإجراءات التي اتخذها عاهل البلاد لعهد جهد من خلال الوجوه التي تم اختيارها لتدبير الشأن الدبلوماسي ،والتي في غالبيتها لها تاريخ حافل في مجال حقوق الإنسان ،وتجربة سياسية ،لكن بدأنا نلمس بأنه لن يكون تغيير على الأرض لأن اللوبي الذي كان يدير ويسير السابقون من السفراء فرضوا سيطرتهم وأقنعوا الملتحقين الجدد الذين ليسوا لهم دراية بالتدبير القنصلي والدبلوماسي ،وبواقع البلدان التي عينوا بها فعادت حليمة مرة أخرى إلى عادتها .
سيقولون أننا مستمرون في الإساءة للوطن من خلال نقلنا للحقيقة ومن خلال استمرارنا في فضح ممارستهم ، في الكتابة حول مايجري من ممارسات تتنافى مع الديمقراطية وحرية التعبير ، فنجيبهم سنستمر في نضالنا وفي نقل مايجري من ممارسات مرفوضة ،عن طريق فضح الضغوط التي تمارسونها وقطعكم الطريق على من يحملون هم الوطن .سنواصل معركة التغيير ،رغم أننا أصبحنا مقتنعين بأن ما حققناه في بلدان الإقامة لن نحققه في وطننا الأصلي ، سنحملكم مسؤولية الفشل في التغيير على مستوى التدبير القنصلي وعلاقة المواطن بالمسؤولين الجدد ،كما أن التاريخ سيجل عليكم أنكم سببا في الصراعات الموجودة بين أبناء الوطن الواحد والتي لاتخدم مستقبل المغرب ولا التطلعات التي تراهن عليها حكومة البلاد ولا ملك البلاد ، هذه رسالتنا إليكم عليكم أن تلتقطوها وتستوعبوا معانيها ،علكم تعودون لرشدكم حتى لا تبخسوا الناس أشياءهم .
كوبنهاكن في 08/دجنبر /2016