نظمت الجزائر ملتقى للمستثمرين الأفارقة، بهدف تطوير التعاون بينها وبين عدد من البلدان في هذه القارة، في محاولة لمنافسة الإنجازات التي حققها المغرب، على هذاالمستوى، كما سجل ذلك عدد من الملاحظين ووسائل الإعلام، فوجهت الدعوة، لحوالي 2000 من المستثمرين، من مختلف البلدان الإفريقية، تحت شعار التنمية الذاتية.

واعتبر مسؤولون جزائريون أن بلادهم نشطت كثيرا، على المستوى الديبلوماسي، في إفريقيا، لكنها أهملت الجانب الاقتصادي، لذلك تحاول اليوم تدارك الأمر، وهو أمر محمود، في جميع الأحوال، حيث لا يمكن للتعاون بين البلدان الإفريقية، في مجال التنمية، إلا أن يكون إيجابيا.

غير أن ما حصل خلال هذا الملتقى، حسب وسائل إعلام جزائرية، من فوضى في التنظيم، وغياب فاعلين أفارقة وتناقضات بين مديري الشركات الجزائرية، ونزاعات بين المسؤولين، في هذا البلد، أمام أعين ضيوفهم الأفارقة، يلقي بظلال الشك على الإرادة الحقيقية، للخلفيات المعلنة، وقدرة دولة مثل الجزائر على أن تتزعم عملا بناءً في القارة الإفريقية.

خطاب المسؤولين الجزائريين، نفسه، خلال الملتقى، كان مشحونا بنبرة من الغطرسة، حيث قدموا بلدهم كأكبر دولة إِفريقية، ووصفوا بلدان الساحل الإفريقي بأنها مجرد امتداد طبيعي، للجزائر، واعتبروا أن بلدهم، وحده قادر على أن يشكل فرصة انفتاح للأفارقة على أوروبا، عبر منطقة تبادل حر بمنطقة شرشال الساحلية، وأخرى بتمنراست، وأبدعوا في إعطاء الدروس، للمشاركين الأفارقة، بنوع من التعالي، من منطلق أن الجزائر هي الخلاص، وأنها أول قوة في افريقيا…

وما حصل خلال هذا الملتقى، لا يخرج عن المألوف، الذي تعودت عليه الدولة الجزائرية، في أنشطتها الديبلوماسية، والتي تتمحور حول أمرين أولهما، الوقوف في وجه المغرب، ومنافسته، كأولوية حيوية، في كل المبادرات والخطوات، ثانيهما، تصريف خطاب التعالي والغطرسة الفارغة، للاستهلاك الداخلي، في تجاهل تام للحقائق التي يعرفها الجميع، عن هذا البلد، الذي يعيش أزمة اقتصادية، بسبب انخفاض أسعار الطاقة، كمدخل رئيسي ووحيد.

وكان على مسؤولي هذا البلد، أن يفسروا لشعبهم، وهم يقدمون الدروس في التنمية لبعض المستثمرين الأفارقة، لماذا يصرون على إجهاض مشروع البناء المغاربي، الذي كان من الممكن أن يشكل نموذجا وقوة كبرى، في التعاون الاقتصادي، لصالح شعوب هذه المنطقة، التي تضيع منها فرص التنمية الحقيقية، كما تضيع من إفريقيا، بسبب سياسة خلق الشقاق والنفخ في نار النزاعات، التي يقودها حكام الجزائر، الذين تعودوا على الهدم لا البناء.

بالفصيح

الثلاثاء 06 دجنبر 2016.

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…