توصلت لجنة المتابعة بتصريح لمحمد بوبكري، رئيس المؤتمر الوطني السادس عشر للإتحاد الوطني لطلبة المغرب( لأوطم)، موجه للرأي العام الوطني والطلابي، حول عملية إقبار المدرسة العمومية بالمغرب، و يدعو فيه المغاربة والضمائر الحية إلى مسيرة يوم 25 ديسمبر 2016،كخطوة على طريق استعادة أوطم، وفي ما يلي فيه نص التصريح، :
“كما أصبح معروفا لدى الرأي العام الوطني والطلابي، يعتزم رئيس الحكومة ووزير الشباب والرياضة، في محاولة يائسة ومدانة، منذ يوليوز 2012، مصادرة المقر المركزي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الكائن ب 23 زنقة شعيب الدكالي (لافوازي سابقا)، حي الليمون بالرباط، بهدف تفويته لوزارة الشباب والرياضة.
ولا يخفى على أحد بأن هذا القرار الجائر يندرج في إطار القمع المسلط تاريخيا على هذه المنظمة الطلابية، بصفتها راية من رايات النضال الوطني الديمقراطي الصادق ببلادنا، وممثلا نقابيا لكافة الطلبة المغاربة في الداخل والخارج، وهي التي ظلت تتمتع بشرعيتها القانونية والنضالية، رغم القمع والمحاكمات والاغتيالات والحظر العملي، بالتحامها المستمر بالطلاب المغاربة وبتطلعاتهم المشروعة إلى تعليم جامعي عمومي مجاني وجيد، قائم على قيم ومبادئ الديمقراطية والمساواة، تتبوأ فيه الأمازيغية لغة وثقافة وتاريخا مكانتها الوطنية المستحقة.
وفي الوقت الذي كان فيه على هذه الحكومة، أمام التطورات الكمية والنوعية الهائلة التي عرفتها الجامعة المغربية، وبالنظر لالتزامات المغرب الدولية في مجال ضمان الحريات الديمقراطية والنقابية، أن توفر جميع الظروف والشروط الضرورية الكفيلة بضمان حقوق الطلاب الديمقراطية والنقابية والمادية والبيداغوجية، هاهي ذي نراها تهرول للمحاكم بغية استصدار حكم يسعفها في إقبار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، واجتثاث مقره التاريخي، الذي يختزن ذاكرة نضالية لا زالت مستمرة بفضل إصرار الأجيال الحالية على تمثل طاقتها الاحتجاجية، ومواصلة تشبثها بأوطم كراية نقابية موحدة لنضالات الطلبة المغاربة.
إن الظروف العصيبة التي تجتازها الجامعة المغربية اليوم، جراء تصاعد الهجوم الرسمي الرامي لتكريس تنصل الدولة من مسؤوليتها في تمويل التعليم الجامعي، وصون طابعه العمومي، باعتباره خدمة عمومية، يضع على عاتق القوى الديمقراطية والتقدمية مسؤولية سياسية وتاريخية، في بلورة الرد الوحدوي الجماعي الكفيل بالتصدي لهذا الهجوم الشرس، الذي يستهدف حق بنات وأبناء الشعب في تعليم عمومي ومجاني تضمنه الدولة، إذ لا وطن ولا وطنية بدون مجانية التعليم.
وعلى هذا الأساس، يعد الدفاع عن (أوط م)، والوقوف ضد جميع المخططات والمشاريع الرامية لإقباره مهمة استعجالية تستدعي انخراط الجميع ولا تقبل التأجيل.
وفي هذا الإطار، لا يسعني سوى أن أحيى، عاليا، نبل الأساتذة الكرام في هيئة الدفاع التي تترافع لصالح(أوطم) في هذه القضية المعروضة على أنظار المحكمة الابتدائية بالرباط، وأضم صوتي لكافة الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية والشبابية، ولكافة المناضلات والمناضلين الملتفين حول المبادرة النضالية التي اطلقها النداء الصادر في 26 أكتوبر المنصرم، الموقع من قبل مجموعة كبيرة من الصادقات والصادقين المنتمين لتجارب سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية متنوعة، معربا عن تأييدي التام لنتائج اللقاء الوطني التشاوري لأجل إيقاف مصادرة المقر المركزي ل (أوطم)، المنعقد في 12 نونبر من السنة الجارية، ولاسيما المبادرة المحمودة والرائعة بالدعوة لتخليد الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، عبر تنظيم مسيرة وطنية في 25 ديسمبر الجاري بمدينة الرباط.
وإذ أشيد بالدور الهام الذي يقوم به المسؤولون والمناضلون السابقون في (أوطم) المنخرطون، بدون قيد ولا شرط، في قلب هذه المعركة، فإني أدعو، بصفتي رئيسا للمؤتمر الوطني السادس عشر ل (أوطم)، كافة المسؤولين السابقين في أجهزة هذه المنظمة الطلابية إلى دعم هذه المبادرة الديمقراطية، والانخراط النضالي في أنشطتها وفعالياتها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها النبيلة، وقطع الطريق على أعداء أوطم الساعين لإقباره.
وبهذه المناسبة، أيضا، أدعو جميع الطلبة والطالبات إلى التشبث بمنظمتهم الطلابية (أوطم) والعمل على إعادة بنائها على أساس مبادئها الأربع (الجماهيرية، الديمقراطية، التقدمية، الاستقلالية)، بما يخدم أهداف الحركة الطلابية المغربية، في إرساء تعليم ديمقراطي عمومي ومجاني، مندرج في صيرورة تحرر شعبنا من جميع القيود والعراقيل التي تقف أمام تحقيق تطلعاته المشروعة.
لنجعل من مشاركتنا المكثفة والوازنة في مسيرة 25 ديسمبر خطوة على طريق استعادة (أوطم).
محمد بوبكري، رئيس المؤتمر الوطني السادس عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
الرباط، في 02 ديسمبر 2016