تجاوزت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي الحالية، اختصاصاتها في التعامل مع طلب المغرب، الانضمام إلى هذا التجمع القاري، وريث منظمة الوحدة الافريقية . بل إن هذه المسؤولة الجنوب إفريقية، وضعت أمام طلب بلادنا عدة عراقيل، استشعارا منها بأهمية وقيمة الخطوة التي اتخذتها الرباط ،كي يستعيد بلد من مؤسسي المنظمة في بداية ستينيات القرن الماضي مقعدَه، وهو المرتبط جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا بإفريقيا .

أول عرقلة في سياق مناورات السيدة نكوسازانا دلاميني زوما، كانت احتجازها لطلب المغرب، الذي تم تقديمه أثناء المؤتمر الأخير برواندا . إذ أغلقت عليه درج مكتبها، ولم تبعثه لعواصم الدول الأعضاء، تبعا للمسطرة المعمول بها، كي تبدي مواقفها وتتخذ القرار بشأنه.

وعلى الرغم من أن المغرب طلب من رئيس الاتحاد الافريقي، رئيس جمهورية رواندا، أن يصدر توجيهاته لهذه المفوضة، فإن هذه اللامسؤولة، وضعت عراقيل جديدة في رسائل الموافقة التي بعثتها أغلبية الدول، مرحبة بانضمام بلادنا، البلد الفاعل الوازن إلى هذا التجمع القاري .

لقد كان للسيدة زوما منطق آخر، وهو» عرقلة قرار المغرب استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل أسرته المؤسساتية الإفريقية «، كما أعلنت عن ذلك وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس.

لقد اختلقت زوما شرطا مسطريا غير مسبوق ولا أساس له، لا في نصوص المنظمة ولا في ممارستها . إذ كانت ترفض -وبشكل تعسفي- رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الافريقي.

والجدير بالذكر، أن هذه السيدة التي نصبتها الجزائر بمنصب مفوضية الاتحاد الافريقي، عبرت في أكثرَ من تصريح، عن عدائها للمغرب ولوحدته الترابية، وانحازت -بشكل فاضح- إلى أطروحة جارتنا الشرقية وصنيعتها البوليساريو. ولم تلتزم بواجب الحياد وقواعد عمل الاتحاد الإفريقي، بل سبق أن اتخذت مبادرات أثناء انعقاد مؤتمرات الاتحاد حتى تكيل التهم والتهجمات للمغرب، وحرصت-أشد الحرص- على أن تدرج في أكثر من بيان فقرات، انطلاقا من إملاءات الجزائر.
إن سلوك زوما، هو رد فعل وقح ولا مسؤول، يتناقض ومكانة المفوضية ضمن أجهزة الاتحاد، بل يسعى لجعل هذا الأخير، رهينة في أيدي الجزائر، ومعها بضع دول مازالت تخضع لتأثير الأطروحة الجزائرية ومعطياتها الخاطئة، إنْ على مستوى التاريخ أو حقائق الوضع في أقاليمنا الجنوبية .

المغرب، سيعود إلى الاتحاد بعد أن عبرت الأغلبية الساحقة من دول القارة عن دعمها لطلبه، ولن يتوانى في فضح كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد وحدته الترابية ، وسيعمل من موقعه وبمعية الدول الأعضاء وذوات مصداقية وموضوعية على تصحيح الاختلالات التي اصطنعتها الجزائر وخدامها من عناصر داخل منظومة الاتحاد الافريقي ، وتلك معارك دبلوماسية ستكشف العديد من الحقائق.

رسالة الاتحاد

الجمعة 02 دجنبر 2016.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…