يبدو أن ضباب التساؤلات والتأويلات، بل وحتى التبريرات، أخذ ينقشع حول التأخير في تشكيل الأغلبية، من طرف رئيس الحكومة، المكلف، عبد الإله بنكيران، حيث تبيّنَ أن الأمر يتعلق بانتظار عودة، رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش.

ذاك ما صرح به رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، حيث قال إن رئيس الحكومة المكلف ينتظر عودة عزيز أخنوش إلى المغرب، الذي يوجد رفقة الملك في جولته الإفريقية.

وهو نفس المعطى الذي كان بنكيران، قد كشف عنه، رغم أنه حاول تغليف هذا الانتظار، بتبريرات شتى، من بينها ماقاله بخصوص موقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

والحقيقة هي أن رئيس الحكومة المكلف، كان قد أوقف جولة المشاورات الأولية التي بدأها، منتظرا المؤتمر الاستثنائي للتجمع الوطني للأحرار، حيث كان آخر لقاء له في هذا إطار الجولة الأولى، بينه وبين الكاتب الأول الاتحادي، إدريس لشكر، قد تم يوم 18 أكتوبر الأخير، بينما كان مؤتمر الأحرار مبرمجا يوم 29 من نفس الشهر.

كان من الممكن أن يتم التعامل مع هذه المعطيات، بشكل طبيعي، فالتجمع الوطني للأحرار شكل أحد أركان الحكومة السابقة، بل كان هو الحزب الذي أنقذها، بعد انسحاب حزب الاستقلال، لذلك كان انتظار مؤتمره أمرا عاديا، من طرف بنكيران، خاصة وأن أخنوش لعب دورا هاما في القطاعات التي يشرف عليها، بالإضافة إلى موقعه في عالم الأعمال والاستثمارات وارتباطاته السياسية.

غير أن الطبيعي والعادي، في السياسة، قُدِم للرأي العام في صيغة الغموض والشبهات والتبريرات، وأصبح الاتحاد الاشتراكي، هو الضحية الأولى لهذا المخطط التبريري، الذي تم اللجوء فيه إلى عدة أشكال.

الأول، هو أنه كان على لشكر أن يطلب موعدا ثانيا من بنكيران، مع العلم أن الذي تم تكليفه من طرف جلالة الملك، لتشكيل الحكومة، هو أمين عام العدالة والتنمية، وهو الذي عليه أن يبرمج لقاءاته ويضع أجندة مدروسة لاجتماعاته مع زعماء الأحزاب.

الثاني، هو اعتبار موقف اللجنة الإدارية للاتحاد، الذي ربط المشاركة في الحكومة، بالتوافق «على برنامج وتصورات واضحة»، مجرد «مناورة»، وطٰلِبٓ من الاتحاديين، بصريح العبارة «الاصطفاف»، مع بنكيران، قبل أي أمر آخر.

الثالث، هو الادعاء بأن الاتحاد ربط مصيره بالمشاركة في الحكومة، بالتجمع الوطني للأحرار، رغم أن لا أحد من الاتحاديين، قيادةً وقواعدَ صرح بهذا الموقف، و لا صدر في بلاغ ولا في جريدة، ولكن بنكيران «أخبر» الصحابة بذلك.

كان ينبغي التعامل مع مسألة انتظار بنكيران عودة حليف في حكومة سابقة، مثل أخنوش، كأمر عادي في السياسة، لا يحتاج إلى البحث عن تبريرات،
وكفى لله المؤمنين شر القتال.

بالفصيح

الاثنين 21 نونبر 2016.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…