كلمة الاستاذة نزيهة اباكريم لتقديم كليب فيديو أمان ئيمان ن تودرت ( الماء روح الحياة) المقدمة خلال الأمسية الثقافية المنظمة بمناسبة اجتماع اتحاد البرلمان الدولي في إطار COP 22 قمة الأطراف حول التغيرات المناخية بمدينة مراكش يوم الأحد 13 نونبر 2016.
السيدات و السادة برلمانيات و برلمانيو العالم
يشرفني باسمي الخاص و باسم ساكنة إقليم تيزنيت و عموم المغاربة أن أتقدم أمامكم بعمل فني هو عبارة عن أنشودة تربوية يؤديها مجموعة من الأطفال باللغة الأمازيغية لغة السكان الأصليين للمغرب و لشمال إفريقيا.
تتناول الأنشودة انعكاسات التغيرات المناخية على منطقتهم، على سكانها من البشر و الحيوان و النبات، منطقة تعتبر تراثا طبيعيا عالميا مصنفا من طرف اليونسكو، إنه المجال الحيوي لشجرة الأركان. هذه الشجرة المستوطنة بوسط المغرب endémique هي عبارة عن مستحاثة نباتية حية fossile végétale vivant بحيث أن هذه الشجرة تواجدت بهذه المنطقة لعشرات ملايين السنين و ظلت تقاوم مختلف التقلبات المناخية. و استطاعت أن تقاوم الجفاف، بحيث تكتفي لتصمد ب 100 mm سنويا من الأمطار، و تشكل سدا منيعا أمام زحف الصحراء.
و هي صامدة، فإن شجرة الأركان استطاعت أن تكون حولها محيطا حيويا، فضمنت الكلأ و الغذاء للعديد من الحيوانات، و ضمنت حطب التدفئة للإنسان، و حافظت على تثبيت التربة، كما استطاعت بفضل زيت الأركان، الذي أصبح مشهورا عالميا، أن تضمن الدخل و العيش الكريم لآلاف الأسر القروية.
لكن مع الأسف، مع انحباس المطر على قلته بفعل التغيرات المناخية أصبحت أشجار الأركان الشامخة تتهاوى الواحدة بعد الأخرى مخلفة وراءها جذوعا جافة بلا حياة، مما فسح المجال للرمال و التصحر أن يزحف ليقضي على جميع أشكال الحياة البرية بهذا المجال الحيوي الذي صمد عشرات ملايين السنين و الذي أصبح مهددا بالانقراض في ظرف عشرات السنين.
إن الأطفال سكان المجال الحيوي لأركان يناشدونكم سيداتي، سادتي برلمانيات و برلمانيو العالم المجتمعون هنا بمراكش بمناسبة COP22، باعتبار المهام الحيوية المنوطة بكم و المسؤوليات الملقاة على عاتقكم، أن تعجلوا بتحويل كل الاتفاقات إلى أفعال actions من أجل إنقاذ الحياة، باسترجاع دورة الماء le cycle de l’eau حيويتها و توازنها الطبيعي انطلاقا من البحر ثم السحاب فقطرات مطر تروي الحياة و ترجع النبض و الخرير إلى العيون و الجداول، و تسترجع غابة الأركان حيويتها و تستكمل مسارها في أداء أدوارها الطبيعية لمئات ملايين السنين مستقبلا حتى نضمن للأجيال القادمة حقها في العيش في بيئة سليمة.
.