كنت أعتقد واهما أن 30 سنة من النضال الإعلامي 15، سنة منه في عهد ” الصدر الأعظم” إدريس البصري مما كلفني وضعي في اللائحة السوداء مع ما ترتب عن ذلك من ضرائب وتضحيات…
و21 سنة من النضال والعطاء في الفضاء الجمعوي تطوعا وبدلا ونكران للذات ليس على المستوى المحلي فحسب ولكن على المستوى الإقليمي والجهوي والوطني فضلا عن الانضباط والالتزام داخل الحزب الذي أنتمي إليه…
كنت أعتقد أن هدّا الرصيد كرأسمال معنوي راكمته وادخرته على مدى 3 عقود كاملة كافية بأن تجعلني أخلق بعض المتاعب “للوافدين الجدد” إلى ساحة معركة الاستحقاقات الأخيرة 7 أكتوبر 2016.
وهي معركة لم أسع يوما لخوضها كقائد لكثيبة كل أسلحتها هي الورود.
غير أن القائمين على أمره دفعوا بي إلى ساحة المعركة بعد أن أغلقوا الأبواب على النازلين بالمضلات والداخلين بالشكارات…
كعادتي انخرطت في اللعبة بكل حماس وحسن النية حد “السذاجة”.
فبدأت أضرب أسداسا في أخماس..
راهنت على مناضلي الحركة الأمازيغية وعلى نخبة ممن يتقاسمون معي مبادئ وقناعات اليسار و”الحداثيين”.
كما على الغاضبين على أحزاب الإدارة والراجيين مما اكتووا بنار الزيادات في المواد الاستهلاكية وفي سن التقاعد و في ساعة من الزمن.
كنت أراهن على الذين شاهدوا كيف ينهب المال العام عبر صفقات ومشاريع مغشوشة وأخرى وهمية.
كنت أرى في نفسي ذلك الورقة غير المحروقة، أتبجح مزهوا أنني قضيت ثلاث ولايات في تدبير الشأن العام المحلي ثارة من موقع المسؤولية وثارة من موقع المعارضة من غير أن يسجل علي أي فساد مالي أو “بيع للما طش”.
كنت أعتقد أن دخولي لساحة المعركة قد أربك الخصوم وخلط الأوراق..
كنت أرفض منطق الترشيح النضالي وفق منطق قيادة الحزب..
رأبت في منامي ما رأيت،وحلمت في يقظتي أن جزءا كبير من الكتلة الناخبة سترجح كفتي للاعتبارات السالفة ذكرها ومن باب الانتقام من أحزابها التي خذلتها وأجهزت على الكثير من المكتسبات التي تحققت له في عهد حكومة المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، وكنت أرى نفسي ذالك الوريث الشرعي لهذا القائد الوطني على الأقل في المجال الترابي الذي انتمي إليه..
بعضهم ممن خبروا الميدان وعقلية العباد، حذروني من أن البحر أعمق مما أتخيل وبعضهم قال أنك إلى الغابة داخل وأن لامجال للإنسانية والأذمية فيها،
بل منهم من قال أنني إلى الرحبة داخل وأن لامكان فيها لغير أصحاب الشكارة…
(يتبع)
عن موقع “أزال بريس”