من المؤكد أن إحدى الرسائل القوية في الخطاب الملكي السامي، أثناء افتتاح الولاية التشريعية العاشرة، هي الرسالة التي ضمنها جلالته حديثه عن التعددية السياسية في بلادنا، باعتباره الضامن، والحريص، على استمرارية المسار الديمقراطي، والساهر على صيانة هذا الاختيار.
متمثلا في التعددية »التي وضع أسسها جدنا المقدس جلالة الملك محمد الخامس، ورسخها والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله مثواهما، وناضلت من أجلها الأجيال السابقة«.
ومن نافل القول، التذكيربأن رسالة جلالة الملك، تتلاقى ومواقف الاتحاد من قضية التعددية، كما أنها تزكي توجساته ، كحركة تقدمية ديمقراطية أدت الثمن الغالي مقابل تأكيد هذه التعددية.
فقد نبه الاتحاد، من موقعه كحركة تقدمية، وكاستمرار لحركة التحريرالشعبية ، منذ 4 شتنبر 2015 إلى الخطورة التي تمثلها الإرادة في فرض ثنائية قطبية مصطنعة ، ونبه إلى أنها الطريق الجديد نحو السكتة القلبية..
وجاء في موقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن السكتة القلبية القادمة ستون -لا قدر الله- نتيجة هذه القطبية المصطنعة.
والاتحاد فخور اليوم، بأنه ظل طوال تاريخه يناضل ضد الحزب الوحيد، سواء كان ذلك، حزبا صريحا أو كان مقنعا بتعدية شكلية ، تدعمها الإدارة وتزكيها هي نفسها، في محاولة لتقزيم أو اجتثاث القوى الحقيقية أو كمحاولة لتمييع العملية الديمقراطية برمتها..
لقد كان الاتحاد مع التعددية باستمرار، بل كان فاعلها الرئيسي، سواء إلى جانب المغفور له محمد الخامس، أو في فترة حكم الراحل الحسن الثاني. ولهذا، يجدد افتخاره بكون ملك البلاد اليوم، جلالة الملك محمد السادس، يؤكد على هذا المسار، ويجدد الحرص الثابت للملكية المغربية على تعددية سقتها دماء المناضلين والمناضلات، ورعت شجرتها أجيال من الاتحاديات والاتحاديين ، وترسخ مضامينها ووجودها إرادة ملكية من أجل مغرب تعددي حقيقي، مبني على مشاريع حقيقية وليس سيناريوهات مصطنعة ، تنتهي بقتل السياسة وتتفيه الكيانات السياسية.