علي بركة الله: ابدأ من اليوم تدويناتي حول الموقف من الانتخابات وابدأ بمقطع من مقال صدر في ٩ غشت الماضي، في سيناريوهات الاقتراع
من مقالي في ٩غشت الماضي
«ماذا يحصل بالضبط؟ يتوقع الكثيرون الموضوعيون في السياسة، أو الأنصار المنافحون عن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رئيس الحكومة الحالية، عبد الإله بنكيران، أن الحزب سيتصدّر النتائج في تشريعيات 7 أكتوبر المقبل.
هذا الفوز أكّدته انتخابات المحليات والجهويات في سبتمبر، والتي اكتسح بموجبها حزب بنكيران قرابة 80٪ من الأصوات في المدن الكبرى والمتوسطة، كما أنها كشفت أن الحزب إياه نال قرابة 600 ألف صوت إضافية عما حصل عليه في انتخابات نوفمبر 2011، والتي جرت في جو سياسي، إقليمي ودولي مشحون، وطبعته رياح الربيع العربي، وصعود موجة العمق الإسلامية، في دول الجوار، كما في قلب الشرق الأوسط. وقتها حاز الحزب على 107 مقاعد، بضعف الأصوات الإضافية، ويرى بعض من محبي الرياضيات البحتة، في حساب المقاعد الانتخابية، أن الأصوات الإضافية، المحصل عليها بعد أربع سنوات، تعطيه ما لا يقل عن 40 مقعداً إضافياً.
هذه الخطاطة النظرية يسعفها واقع آخر، هو قدرة الحزب نفسه على تعبئة قرابة نصف العدد
“ما يحدث في المغرب أن السيناريوهات تتعلق بالإخراج السياسي لما تفرزه صناديق الاقتراع”
من الناخبين الجدد الذين تم تسجيلهم في اللوائح الجديدة عبر الإنترنت، أو بالتسجيل المباشر، من دون أن ينافسه حزب آخر. وعلى الرغم من الإشكالات التي رفعتها المعارضة في وجه التسجيل المذكور، وعلى الرغم من التفاعلات التي تمت في هذا الإطار، فإن الناخبين الجدد يعطون الحزب “الحاكم” مقاعد إضافية، ومسافة سَبْقٍ لا ينازعه فيها أحد من الأحزاب المتصارعة أو المتحالفة معه.
وإذا كانت هي ذي “حقائق” الأرقام، والتي جعلت جزءاً من الطبقة السياسية تعتبر أن الجولة شبه محسومة، فإن ما يرادفها هو كثرة السيناريوهات الباحثة عن “حلّ” للمعادلة الانتخابية عبر إخراج سياسي، يكون فيه حزب العدالة والتنمية نصف ناجح..».