في تقييمه لحصيلة أصدقاء إدريس لشكر في انتخابات 7 أكتوبر 2016، قال محمد بنعبد القادر:
س*تدحرج حزب الاتحاد الاشتراكي في اقتراع 7 أكتوبر مقارنة مع انتخابات 2011 مما شكل مفاجأة للمراقبين، كيف تقرأ هذه النتيجة، علما أن الكاتب الأول لحزبكم كان يتنبأ بالمراتب الأولى؟
ج*إذا كانت هذه النتيجة قد فاجأت المراقبين فهذا يعني أنك تشير إلى طينة أولئك المراقبين الذين لا يعرفون عما يتحدثون، ولعل بعضا منهم قد نعوا الاتحاد الاشتراكي منذ زمان واليوم يندهشون لتراجع مكانته الانتخابية، أما الذين يعرفون جيدا هذا الحزب ويتابعون موضوعيا مسار تطوره ويدركون حجم المحن التي مر منها ويقدرون قوة الاجهاز الإعلامي الذي تعرض له، فإنهم بدون شك لن يتفاجؤوا بهذه النتيجة التي حصل عليها يوم 7 أكتوبر، أنا شخصيا كنت أتصور أن أقصى ما يمكن انتظاره من القيادة الحالية هو الحفاظ على الكيان الحزبي من التلاشي والانمحاء من الخريطة السياسية، لا تنسى أنه مرت فترة من الزمن كانت كل صباح تطلع علينا أربع الى خمس صحف ورقية والكترونية تنطق بنفس اللغة تقريبا لتبث سيلا من الافتراءات والتهجمات على القيادة الحزبية الحالية في محاولة يائسة لتجريدها من كل شرعية أمام الرأي العام الوطني ، وبالتالي فإننا لا يمكن أن نفسر هذه النتيجة خارج السياق السياسي المعادي للحزب، وخارج مسار عسير من المحن المصطنعة و المشاكل المفتعلة التي أرهقت الحزب وحركت في دواخله غريزة البقاء أكثر مما عبأت في صفوفه ملكات الابداع والتجديد.
س*بعض الأصوات بدأت ترتفع منذ اليوم مطالبة لشكر بالاستقالة لإعطاء دفعة للحزب، هل تشاطر هذا الرأي؟
ج* أولا أنا لم أسمع مثل هذ الأصوات داخل الحزب، ثانيا اذا ارتفغ صوت اتحادي يطالب برحيل الكاتب الأول للحزب من أجل إعطاء دفعة أو جرة أو لست أدري، فإنني سأذكره بتهافت نظرية فتح الله ولعلو الذي قال لنا في الكتابة الوطنية للحزب عندما استفسرناه عن إقالة الكاتب الأول محمد اليازغي، أن هذه الإقالة كانت ضرورية لإحداث رجة قوية في الحزب من شأنها أن تصالحه مع الرأي العام الوطني، ولما أبعد اليازغي دخل الحزب في متاهة سياسية وتنظيمية و بقية القصة معروفة، ان وضعية الاتحاد الاشتراكي حاليا هي افراز منطقي لمسار طويل من التراكمات السلبية ولا يمكن معالجتها اليوم بالشعارات البراقة والمطالب الكسولة مثل ارحل، وانما بالانصراف الى حوار داخلي بناء ومسؤول تتنافس فيه المشاريع والتصورات حول كيفية ارجاع الحزب الى المكانة التي تليق به.
س*المفاجأة الثانية هي عدم حصول نبيلة منيب على مقعد باللائحة الوطنية مما جعل البعض يقول ان الطابع المحافظ للمجتمع المغربي أصبح ينفر من كل ما هو يساري بدليل انكم أنتم كاتحاد أو فيدرالية لم تحصلوا على نتائج مشرفة؟
ج*حتى لا نسقط في هذا النوع من التحليل المتسرع فنعتبر ان الاتحاد تراجع لأن لشكر يتحمل المسؤولية وأن منيب لم تفز بالمقعد لأن المجتمع محافظ، فإنني أفضل التريث حتى ينجز كل تنظيم سياسي تقييمه الخاص لهذه الانتخابات وآنذاك يمكن أن نتفاعل مع خلاصات هذه التقييمات، أما الآن فإنني كيساري لا يمكن إلا أن أكون سعيدا بفوز فيدرالية اليسار بمقعدين في البرلمان وذلك بعد سنوات طويلة من اقتناع مكونات هذه الفيدرالية بلا جدوى المشاركة الانتخابية.
س*ابتلع البام حزب الاتحاد وأصبح العماري يتهم بأنه الموجه للحزب، هل ستحدثون قطيعة مع الياس والتصالح مع أحزاب الصف التقدمي للتحضير للمعارضة القوية؟
ج*سؤالك يحتوي مفردات غليظة لا أفهم مغزاها ولا أرى أنها تندرج في الكلام السياسي، كالابتلاع والقطيعة والتصالح، ثم انني لا أستطيع أن أجيبك عن مصادرات مبنية للمجهول كالقول بأن فلان يتهم بكذا أو يقال بأنكم كذا، أما اذا كنت بكل بساطة تود سؤالي عن التحالفات المقبلة للاتحاد هل في صف المعارضة أو في الائتلاف الحكومي فسأقول لك بأن الأجهزة التقريرية للحزب هي المخولة للبث في هذا الأمر لما فيه مصلحة الحزب وبما ينسجم مع سلطة الاقتراع الشعبي ومستلزمات الوضوح السياسي.