الفضائية القطرية الجزيرة توقف البث من المغرب بشكل مفاجيء. هكذا تردد الخبر في عدد من وسائل الاعلام المغربية اليوم. فماذا يعني هذا هو السؤال المعلق.

فليس خافيا على أحد ان الفضائية القطرية الجزيرة تتعرض لانتقادات شبه دائمة في مختلف البلدان، خاصة منها تلك التي ترى ان خطها التحريري غير متوازن او منحاز الى حد اعلان العداء لهذا النظام السياسي او ذاك.

كما ليس خافيا ان اتهام الجزيرة القطرية بالانحياز لجماعة الاخوان المسلمين في كل مكان، بل وتأييدها لقوى التطرّف الديني السياسي هو امر مشترك بين الكثيرين بمن فيهم من ثمنوا او يثمنون بعضا من ادائها الاعلامي في فترات بعينها.
اذن لا جديد على هذا المستوى، بالنسبة للنقد التي تعرضت له من قبل بعض القوى السياسية المغربية مثل الاصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خاصة ان الحكومة المغربية لم تتحرك كما كان عليه الامر في السابق لاغلاق مكاتبها بالمغرب عندما كانت تقود حملة منظمة ضده وخاصة في موضوع قضية الصحراء المغربية.

وهذا يجرنا الى طرح السؤال: لماذا اتخذت الجزيرة القطرية هذا القرار المفاجيء؟ وفي هذه الفترة بالذات؟
فهل قررت معاقبة طاقمها العامل بالمغرب لأنه تجاوز مقتضيات تعهدات الجزيرة الممكنة تجاه المغرب كقرار استباقي لكل موقف يمكن للمغرب ان يتخذه في هذا المجال؟
لا يبدو لي ان الأمر كذلك، لأنه يتنافى مع سلوك الجزيرة وعنادها المعروف في كل ما يتعلق بالحفاظ على مواطيء قدم في مختلف البلدان حتى يمكنها التأثير بشكل مباشر، عند الضرورة، في مجرى الأحداث؟

هل اعتمدت اسلوبا في التغطية الإعلامية للحملة الانتخابية المغربية استدعاءا لقرار مغربي يمنعها من الاستمرار في البث من البلاد حتى تقدم نفسها ضحية لتجاوزات الدولة المغربية وتسوغ لنفسها اعتماد خط تحريري آخر تماما تجاهها وتجاه قضاياه الاساسية. ولما تيقنت ان المغرب لن يتحرك ضدها ارتأت ان تتخذ المبادرة؟ على ان تبحث عن اخراج ملائم لإستراتيجيتها مستقبلا؟
هل رأت ان مهمتها انجزت بشكل يرضيها مع اعلان فوز العدالة والتنمية بالمرتبة الاولى في الانتخابات التشريعية المغربية؟
فلماذا كل هذا؟ ليس ممكنا تقديم جواب دقيق على هذه الأسئلة. لكن الامر يدعو الى القول في هذا المستوى من محاولة الفهم: انه انسحاب مريب!

السبت 08 اكتوبر 2016.

‫شاهد أيضًا‬

اليسار بين الممكن العالمي والحاجة المغربية * لحسن العسبي

أعادت نتائج الانتخابات البرلمانية الإنجليزية والفرنسية هذه الأيام (التي سجلت عودة قوية للت…