(*)
إلى جميع الإتحاديين الذين انزووا أو تواروا بعد المؤتمر التاسع وتداعياته المؤلمة المعروفة , أتوجه داعيا إلى عدم العزوف عن التصويت للوردة .. فخلافاتنا لا تبرر ” المساهمة في إضعاف حزبنا بكل ما يرمز له ماضيا , وما يشكله وجوده حاضرا ومستقبلا من ضرورة سياسية قصوى ..
التصويت على الإتحاد الإشتراكي _ بغض النظر عن وضعه وخلافاته الداخلية_ هو أيضا واجب أخلاقي على كل اتحادي واتحادية كيفما كان وضعهما التنظيمي حاليا .. دون أن يعني ذلك بالضرورة تزكية لما ارتكب من أخطاء سياسية وتنظيمية , فهذا شأن داخلي .. إن الإتحاد فكرة ورصيد نضالي تاريخي ومكون لا غنى عنه في أي مشروع ديمقراطي اشتراكي وتوحيدي مستقبلي وبالتالي, لنتشبث بالفكرة ولنحم ذاك الرصيد و لنجتهد من أجل انبعاث جديد لهذا الحزب الذي ليس من مصلحة الوطن والتقدم الديمقراطي أن يصبح رقما باهتا في الحقل السياسي والحزبي الوطني ..
هذا رأيي كعضو مستقيل من المكتب السياسي منذ سنتين, أعلنه بعد تفكير ذاتي مؤلم ,,أعلنه بصدق ولكم واسع الحرية في الإختيار يوم 7 أكتوبر …
(*)على هامش التفاعل مع ندائي للاتحاديين والاتحاديات للتصويت على الوردة
اولا : اعبر عن تأثري وشكري العميق لكل من تفهم خلفيات النداء واطلب العفو عن كلماتهم الطيبة والصادقة في حقي.
ثانيا: أؤكد تفهمي لعدم اقتناع بعض إخواننا وأخواتنا بالتصويت لحزبهم , رغم أن ذلك بمنطق الفعل السياسي والمصلحة الحزبية غير مقنع إلا في حالة واحدة هي تغيير الانتماء الحزبي بما يعنيه ذلك من تغيير للقناعات والاختيارات التي مازال ممكنا الدفاع عنها داخل الحزب .
ثالثا : الإتحاد الاشتراكي لا يمكن اختزاله في شخص كاتبه الأول أ وفي قيادته ,فهو أكبر من ذلك في وجدان ومتخيل محيطه الشعبي , الإتحاد كيان ناريخي , سياسي وقيمي واجتماعي , كان ومازال مستهدفا رغم ما حققه منذ 1975 من مكتسبات للبلاد في إطار استراتيجية النضال الديمقراطي.
رابعا: إن أي تكرار لنتائج الانتخابات الجماعية السابقة يعني نجاح خصوم الإتحاد في تحقيق هدف استراتيجي أسست لأجله منذ الستينيات إلى اليوم أحزاب من داخل أجهزة دولة المخزن .. وإذا كانت قبادة الحزب أخطأت النقدير في وضع يدها في يد” الوافد الجديد” ( البام) فعلينا ألا نسهل على هذا الوافد المخزني الأصل إضعاف بل ابتلاع حزب يساري اشتراكي حداثي حقا هو الإتحاد الاشتراكي
خامسا : وبناءا عليه يصبح تصويتنا باختلافاتنا السليمة وغير السليمة بمثابة إنقاد للسفينة التي تأوينا لا للقيادة وحدها , فلنؤجل خلافاتنا .. لنتعامل داخل المعزل غدا بالعقل لابالعواطفوردود الفعل السلبية .. فالمحاسبة حول وضعية الحزب لها مقامها ومساطرها وإطاراتها الداخلية والإعلامية.. أقول كل ذلك كإتحادي مستقيل من المكتب السياسي وسأبقى اتحاديا إلى أن تنضج شروط بناء الحزب الإشتراكي الكبير والموحد ..