في تجمعات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال الحملة الانتخابية لاستحقاق السابع من أكتوبر، كان هناك تجاوب كبير في الحضور وفي النقاش، في الحملات التواصلية، واللقاءات التي يجريها مرشحو ومرشحات الحزب.كان هناك حوار حول مواضيع شتى، أسئلة حول الواقع ومظاهره والمستقبل ومؤشراته .
لم يحول الاتحاد حملته إلى فرص للخطاب الشعبوي، وذرف الدموع، وسرد الحكايات. كانت هناك قضايا شتى، هي أرضيات للنقاش مع المواطنين والمواطنات ، من أبرزها برنامج الاتحاد ومشروعه المجتمعي .
لقد تميز خطابنا بالوضوح، وبالحقيقة وبالواقعية، وشمل المجالات المجتمعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. فحين نتقدم للمواطنات والمواطنين ببرنامجنا، فلأنه برنامج من أجل الدفاع عن مبادئ الديمقراطية ،والحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، ومن أجل :
-تجديد أسس الفعل السياسي، وتقوية المبادرات الحقوقية، ووقف التراجعات السياسية، ومحاربة بنية الفساد، وفصل سلطتي المال والسياسة.
-تقديم حلول وبدائلَ مقنعة، وتصور شامل للسياسات العمومية، والمشروع المجتمعي الحداثي.
-عكس الالتزام الجدي لحزبنا، في تبني السياسات والمبادرات البديلة، وتفعيل المشاريع والإجراءات الناجعة.
البرنامج الانتخابي للاتحاد، تعبير عن مشروعه المجتمعي . فمنذ أن تبنى حزب القوات الشعبية استراتيجية النضال الديمقراطي، كان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دوما، ولا يزال، حزبا وطنيا رائدا،من حيث طبيعةُ اختياراته الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، المستوحاة من تراثه العريق، والمنبثقة من صميم المجتمع وآمال الجماهير المغربية.
لقد سعى باستمرار إلى إيلاء العناية اللازمة للقضايا المجتمعية الملحة، من خلال معالجة مشاكلها وتمظهراتها السلبية، واقتراح الحلول والبدائلِ المقنعة والناجعة، التي شكلت مرتكزا قويا لتصوره الشامل للسياسات العمومية المندمجة، والمشروع المجتمعي الحداثي. ومن ثمة، لاتتأسس قناعة الحزب بالاستحقاقات الانتخابية على المشاركة من أجل المشاركة أوعلى الظفر بمقعد هنا أو هناك، بل تقترن بالبرنامج السياسي والمجتمعي المتماسك الذي يتبناه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتي تشكل اللحظة الانتخابية مناسبة سانحة لتداوله على نطاق أوسع، وجعله في عمق النقاش العمومي.
إن التصور الفكري والسياسي، المنصت لنبض المجتمع، والمستمد من القيم الاشتراكية، والهادف إلى توطيد البناء الديمقراطي، يعد- فعليا- المرتكز الأساس للبرنامج الانتخابي، الذي بلوره حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ويدافع عن مضامينه ومقترحاته، الرامية إلى إقرار الكرامة، والحرية، والمساواة، والمناصفة بين الجنسين، والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص.
لقد حرص الحزب، في تسطير مشاريعه وبدائله، على التفاعل الإيجابي مع التطورات العامة التي عرفها المشهد السياسي والمجتمعي في السنوات الأخيرة، والتعامل العقلاني مع التغيرات الاستراتيجية والسياسية التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية. ولذلك، لم ينعزل مضمون البرنامج الانتخابي لتشريعيات 7 أكتوبر 2016 عن السياق المحلي والعالمي، إذ أخذ بعين الاعتبار مجمل التحولات المجتمعية الوطنية، والمستجدات الإقليمية، والدولية في تقديم أجوبة جديدة وملائمة للقضايا الراهنة.
لذلك،كان قادة الاتحاد ومرشحوه وأعضاء لجان الدعم حريصين في النقاش اليومي خلال الحملة الانتخابية على شرح برنامج الحزب ومشروعه المجتمعي . نحن حزب له عمق تاريخي، ومساره الذي قدم فيه تضحياتٍ جساماً، كان مسارا من أجل بناء مجتمع جديد، بمغرب ديمقراطي حداثي، قوي بمؤسساته، ينبني على العدالة الاجتماعية، والحرية، وحقوق الإنسان، والمساواة . وفي ال 555 تدبيرا، التي نقترحها ضمن برامجنا الانتخابي، إجراءات تعزز هذا التوجه .