س – سبق أن قدمتم قبل بدء الحملة الانتخابية حصيلتكم كبرلماني عن إقليم الصويرة ، و التي سبق نشرها ، و لقيت استحسانا من طرف المتتبعين للشأن المحلي ، وربما أنتم أول برلماني بالإقليم يقدم حصيلته بشكل مسؤول و احترافي . فبعد هذه الحصيلة التي تعتبر إيجابية بشهادة المتتبعين و المواطنين ، ماذا عن برنامجكم المقبل بصفتكم مترشح إلى ولاية ثانية بالبرلمان ؟
ج – أولا بد من الإشارة أن تقديم حصيلتي بالبرلمان كنائب عن إقليم الصويرة يندرج في سياق إلتزامي مع المواطنين الذين صوتوا على الحزب في الولاية التاسعة المنتهية بعد أسبوع ، وهو نفس الالتزام الذي يحكمني حتى مع الذين لم يصوتوا على الحزب باعتباري أمثل كل ساكنة إقليم الصويرة ، وهذا موقف مبدئي أعتز به ، وأحترم الجميع سواء المنافسين أو المواطنين المختلفين معنا ، وأنا أعترف و أومن بالحق في الاختلاف ، وأعمل وفق قواعد الديمقراطية ، وللمواطن الحق في الاختيار.
أما عن سؤالكم عن برنامجنا المقبل ، فهو يندرج بشكل عام في سياق و منهجية البرنامج العام للحزب كما قدمه ، ويمكنكم الاطلاع عليه ، وهو كما تعلمون أتى تحت شعار” 55 كفى… 555تدبير” ، هو البرنامج الذي يحكمنا كاتحاد اشتراكي ناضل و لا يزال من أجل تأهيل الدولة و المؤسسات في ظل الدستور الجديد و الحكامة الجيدة و احترام الحقوق و الالتزام بالواجيات وفق المنهجية الديمقراطية التي نناضل من أجلها . لكن موازاة مع البرنامج العام ، لا بد من الوقوف على برنامجنا في الإقليم ، و الذين نعتبره استمرارية لرصيدنا و حصيلتنا . فنحن نعمل في إطار مندمج ، فلا نجد قطيعة بين ما راكمناه و ما سنعمل إن تحملنا المسؤولية مرة أخرى ، وفي هذا الباب لا بد أن أذكر بما سبق أن صرحنا به ، ناضلنا في الولاية التشريعية التاسعة على معالجته . فللأسف، مؤشرات الهشاشة التي يعاني منها إقليم الصويرة على موزعة على عدة مستويات ، مما يضعنا كحزب أمام مسؤولية الاستمرار في الدفاع عن الحقوق الأساسية لساكنته في البنيات التحتية ، والخدمات الأساسية، والتنمية الاقتصادية، والاستفادة بشكل عادل ومتوازن من موارد الجهة وبرامجها التنموية. فالصويرة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مشروع تنموي متكامل تحضر فيه مختلف الأبعاد ويجعل من الروافد الثقافية والطبيعية والتاريخية للإقليم مرتكزات صلبة للقطع مع مظاهر الهشاشة، والعزلة وفقر البدائل.
لقد أتاحت متابعة الحزب لمختلف قضايا إقليم الصويرة وترافعه من داخل مجلس النواب من أجل معالجة المشاكل ذات الطابع القطاعي، الوقوف بشكل دقيق وموضوعي على الطبيعة المركبة كذلك للمشاكل التي تتخبط فيها أغلب البلديات والجماعات القروية، حيث يحضر مشكل التزود بالماء الصالح للشرب، والطرق والمسالك المعبدة بالعالم القروي بالدرجة الأولى. وهما إشكالان أساسيان بخلفية حقوقية يمسان بشكل مباشر الحقوق الأساسية للمواطنين وعلى رأسها الحق في التنقل وفي الماء الصالح للشرب والذي لا ينفصل إطلاقا عن الحق في الربط بالكهرباء والاستفادة من الخدمات التربوية والصحية والأمنية وتنوع في العرض الاقتصادي. هذه الملفات المتداخلة ذات البعد القطاعي أو البين قطاعي تحضر بقوة في برنامج عمل الحزب، الذي بنى تصوره على تشخيص موضوعي ودقيق ومتنوع المصادر للمشاكل المنتجة لهذه التمظهرات المقلقة والمستعصية في كثير من المستويات عن الحل.
لقد عمل الاتحاد الاشتراكي من قبل ، وسيعمل مستقبلا على تحريك ومتابعة مجموعة من القضايا والملفات الإقليمية ذات البعدين الاستراتيجي أو اليومي ، كالماء الصالح للشرب، والصحة والتعليم والطرق والتجهيزات والموارد البشرية والبيئة والتراث الطبيعي المحمي لأركان وغيرها .ولمسنا في العمق مدى إمكانية التغلب على مجموعة من الإشكالات ذات الطابع البنيوي باعتماد إستراتيجية شمولية و مندمجة في نفس الوقت تستحضر كل العناصر وتستثمر البرامج والمخططات الإستراتيجية الوطنية كالمغرب الأخضر مثلا من أجل إعطاء نفس جديد لمسلسل التنمية المستدامة بالإقليم. وأريد أن أشير من جديد إلى أهمية دعم القدرات التدبيرية للمصالح الخارجية والمجالس الجماعية بالإقليم على مستوى المواد البشرية وتوفير بنيات إقليمية للتكوين الأساسي والمستمر بالموازاة مع خلق مؤسسة جامعية توفر عرضا تعليميا أكاديميا يجيب على انتظارات ساكنة الإقليم .
س– كما تعلمون أن الصويرة تراهن على رصيدها الثقافي و الفني من أجل تجاوز معيقات التنمية التي تعرفها المدينة و الإقليم على الأقل منذ 20 سنة ، ماذا عن هذه الدينامية ، وماذا تقترحون في هذا الإطار ؟
ج – نعم ، وهذا خيار صار واقعا الآن ، لكن لا بد من التوضيح أننا أصبحنا في الصويرة مطالبين ، أكثر من أي وقت مضى، بوضع مشروع ثقافي فكري يمتح من الروافد التاريخية والإنسانية واللغوية والثقافية والفنية للمدينة ، مستحضرا في الآن ذاته، التحولات المجتمعية والاحتياجات المتجددة لمختلف الفئات المجتمعية ، الشباب خصوصا. لم يعد مقبولا الرهان على المكون الثقافي كرافد ورافعة للتنمية المستدامة في غياب بنيات تحتية ثقافية وفنية. الصويرة ذات عمق تاريخي وثقافي حامل لقيم إنسانية عزت في الكثير من مناطق العالم وعلى رأسها قيم التعدد والتعايش والتثاقف والاختلاف، وهي محطة سياحية ساحلية متفردة بمنتوج متنوع يحضر فيه الثقافي والتاريخي والطبيعي. إلا أن الرهانات الاجتماعية والاقتصادية للمدينة تطرح في الظرف الراهن سؤال تنويع العرض الاقتصادي للمدينة باعتبارها قاطرة الإقليم حيث تبين بالملموس محدودية قدرة القطاع السياحي على احتواء الطاقات المعطلة. كما يجب استحضار إشكال السكن إثر استنفاد الوعاء العقاري للبلدية والعجز عن تعبئة إمكانات عقارية من أجل فتح آفاق جديدة أمام جزء كبير من سكان المدينة محروم إلى حدود الساعة من الحق في السكن، اذ بات من الملح الترافع لدى القطاعات والمؤسسات المعنية من أجل فتح مناطق جديدة للتعمير، وإطلاق منتوج سكني متنوع يستجيب لحاجيات مختلف الفئات ، الفقيرة ومحدودة الدخل تحديدا مع الحل النهائي لإشكال حي الملاح والدور الآيلة للسقوط. وأستحضر في هذا الباب الوضعية المقلقة
للغزوة ودوار العرب وواسن والديابات، إذ لم يعد مقبولا على الإطلاق استمرار حرمان سكان هذه المناطق حقوقهم الأساسية المضمنة في دستور 2011 . لم يعد مقبولا على الإطلاق وجود أحياء ومناطق محسوبة على المجال الحضري ولا يصلها ساعي البريد، محرومة من الربط بالماء الصالح للشرب، والطرق، والمراكز الصحية، والتطهير السائل والصلب، والطرق المعبدة وفضاءات الطفولة والشباب .
س – وماذا عن حظوظكم الآن في الوصول إلى قبة البرلمان في ولاية جديدة لتحقيق و تتمة برنامجكم ، وأمنتم تعرفون قوة المنافسة و شساعة الإقليم ، والوضع الاجتماعي و السياسي المركب الذي يحكمه ؟
ج – بالفعل ، المنافسة قوية ، والإقليم شاسع ، و المشاكل متعددة . لكن لا بد أن أسجل هنا أننا نقوم بحملة نظيفة ، وهناك تجاوب كبير من قبل الساكنة ، وحتى قبل الحملة ، علاقتنا طيبة مع جميع المواطنين ، وبرنامجنا يجد ترحيبا من طرف جميع المكونات . كما أننا نقبل بالمنافسة الشريفة ، وسنتحمل مسؤوليتنا كاملة في برنامجنا و علاقتنا بمن سيضع الثقة فينا مرة أخرى . و أشير أيضا أن حظوظنا قوية و الحمد لله بما راكمناه أولا ، وبالمصداقية التي نعتبرها تعاقدا جديدا مع كل مواطني الإقليم . كما أننا نحترم كل الفرقاء الذين نعتبرهم منافسين لكن من بينهم حلفاء في البرنامج العام ، وأيضا فيما هو إقليمي أو محلي . لن ندعي أننا سنعمل لوحدنا ، فالوطن و الإقليم يحتاج لكل الشرفاء الملتزمين بالمنهجية الديمقراطية و قواعد العمل البرلماني و النيابي ، و الهدف المشترك لكل المناضلين الشرفاء هو تأهيل العمل السياسي في الوطن ، وتنمية الإقليم .
الجمعة 30 شتنبر 2016.