… جاء في تصريح لعبد الكريم مطيع – زعيم الشبيبة الإسلامية ، و التي كان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عضوا بها – في بلاغ توضيحي نشره بصفحته على الفيسبوك، يوم الأحد 25 شتنبر 2016 في سياق رده على قول الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، بكون عبد الكريم مطيع كان أول من استعمل مصطلح التحكم بالمغرب سنة 1971 :
” … يشهد الله أن عددا من المنابر الوطنية المحترمة حاولت إجراء حوار معي حول الانتخابات المغربية الحالية، فامتنعت حرصا على ألا أخوض في صراع لا علاقة لي به، إلا أن أمين حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري أبى إلا أن يقحمني في هذا الموضوع أثناء لقاء صحفي له نظمته “حركة ضمير”، إذ صرح بأن مصطلح “التحكم” دخل إلى المغرب في إطار التمكين وكان أول من استعمله هو عبد الكريم مطيع رئيس الشبيبة الإسلامية سنة 1971.
لذلك رأيت أن أبين للرأي العام وللتاريخ ما يلي:
1 – – مصطلح “التحكم” لم يسبق أن جرى على لساني أو فكرت في استعماله، ولكن تعبيري عن الحالة السياسية في المغرب كان وما زال لحد الآن بلفظ “الاستبداد”، قلت هذا وأقوله بصوت عال ومسموع منذ التزمت بقضايا وطني وقبل تأسيسي للحركة الإسلامية المغربية وجمعياتها الشبيبية.
2 – – لفظ “التحكم” الذي استعمل حديثا يعبر عن حالةِ شخصنةٍ لصراعٍ حزبي يشن من أجل اختراق الديوان الملكي والالتفاف على مركز القرار والتحكم فيه، بإبعاد المستشار الحالي “فؤاد عالي الهمة”، كأول خطوة عملية للإطاحة بالملكية حسب برنامج خارجي خططت له دول أجنبية معروفة منذ مدة.
3 – – نحن لا علاقة لنا بهذا الصراع السياسي المشخصَن من قريب أو بعيد، ولا بالجهات الخارجية التي خططت له وتجند أدواته المغربية، وكان على السيد إلياس العماري ألا يقحمنا في الموضوع، أو يستدرجنا للخوض فيه “… ( بريطانيا: في 23 ذي الحجة 1437 موافق 25 سبتمبر 2016 ).
هذا ما صرح به عبد الكريم مطيع زعيم الشبيبة الإسلامية المتهمة أولا باغتيال الشهيد عمر بنجلون سنة 1975 ، وبعدها فر إلى خارج المغرب و لا يزال .. وكان رئيس حكومتنا عضوا نشيطا بها.
هذا ما صرح به كي ينفي علاقته بمصطلح ” التحكم ” ، أو كلمة “التحكم ” بحكم هجانتها و صعوبة محاصرتها كمصطلح أو مفهوم .
مطيع ينفي علاقته بالتحكم ، هو يقول ” الاستبداد ” و للخطاب دلالات و قصد . هو تصريح عن موقف سياسي واضح ، و هو تأكيد على ممارسة السياسة من قبل السيد مطيع وفق مرجعيته الإسلاموية ..
و للتصريح أهمية قصوى ، و الآن ، ونحن بصدد تقييم أداء حزب إسلاموي تزعم الحكومة ، ويطمح إلى ولاية أخرى ، مع تأكيد العلاقة العضوية بينه و بين رفاق أمسه القريب .
الآن مطيع يشي بمعطى آخر ، يشي ويعلن عن كون مصطلح التحكم – مع التحفظ على مفهوم المصطلح – أنتجه بنكيران و العدالة و التنيمية ، من أجل محاصرة و اختراق المؤسسة الملكية ، بل يقول و يعترف بالطموح في الإطاحة بها . كما يعلن أن الأمر يتم بتنسيق مع جهات أجنبية ، ويعلن صراحة بأن العدالة و التنمية – بما أنها هي التي فبركت ” التحكم ” – أداة مجندة من الخارج من أجل الإطاحة بالملكية بالمغرب …
لهذا التصريح خطورة بالغة و أهمية قصوى في سياق ما يتم الآن في الوطن ، وارتباطا مع التحولات التي تعرفها خرائط و مصائر الدول العربية..
فماذا يعني عبد الكريم مطيع بتصريحه الأخير ؟
- هو يعني و يعلن أنه لا زال يمارس السياسة و يطمع في الرفع من سقف الموقف الذي يتبناه رفاق أمسه و المريدين التابعين له ، منهجا و منظورا و إيديولوجية ، وهو يتبنى مفهوم “الاستبداد ” ، و البون غير شاسع بين الاستبداد و التحكم ..
- هو يعترف بطموح العدالة و التنمية للإطاحة بالملكية بتنسيق مع جهات أجنبية .
- هو يعني ضمنيا أن هدف الإسلاميين و طموحهم – ولو اختلفت تكتيكاتهم – محاصرة المؤسسة الملكية و إقصاؤها من المشهد و الإطاحة بها . سواء كان الأمر بتثبيت التحكم أو الاستبداد ، و الإستراتيجية تحكم التكتيك .
و الآن ، وبعد أن بدأت تظهر علنا و مرة أخرى ، ملامح توجهات الإيديولوجيا الإسلاموية ، وطموحها في تغيير أسس الدولة في المغرب ، ماذا تنتظر الدولة و الفاعلين ، لتحريك مؤسساتها ، وبكل الضوابط و المستلزمات الديمقراطية كي تتحقق و تحقق فيما يحاك و يحبك خلف كواليس الظلام .
الاربعاء 28 شتنبر 2016.