في كلمتها القوية الموجهة للمؤتمرين والمؤتمرات من حزبها، وكذلك للضيوف الذين جاؤوا يمثلون أحزاب اشتراكية من مختلف الدول وكذلك السلك الدبلوماسي المعتمد بالدنمارك، استطاعت “ميتة فريدريكسن” أن تقنع مؤتمري الحزب ومؤتمراته ،الذين وقفوا لمرات عدة يصفقون لها تقديرا للإجراءات التي تريد تطبيقها في حالة ما إذا أقنعت الناخبين بالتصويت لصالحها ،وتحدثت عن الإصلاحات التي تريد تطبيقها على مستوى الاقتصاد للخروج من الأزمة التي تعاني منها الدنمارك ،وبالخصوص البطالة وانسداد الأفق لدى العديد من الشباب المزدادين هنا والذين يعانون من البطالة ومن الفشل في إيجاد منصب للتكوين ،واقترحت مراجعة السياسة المتعلقة بالتكوين وتحضير شباب الغد لسوق الشغل عِوَض الاعتماد على اليد العاملة من خارج الدنمارك،وفتحت الباب من جديد أمام الأقليات العرقية من أجل ولوج سوق الشغل .

“ميتة” ألحت على دعم القطاع العام وإعادة الأمل لقطاع عريض يضم التعليم والصحة وقطاعات أخرى، لكنها في نفس الوقت تريد الاهتمام بالقطاع الخاص لأنه يوفر فرص الشغل وتدعو لدعمه حتى يحافظ على مستوى الإنتاج ويستمر في منافسة دول كثيرة في الأسواق الدولية. 

زعيمة الحزب الاشتراكي الدنماركي ترفض التحالف مع الأحزاب التي قادت الفنسترا ليشكل الحكومة الحالية ،هذه الأحزاب التي تهدد الحكومة برفع دعمها عنها لأنها وجدت صعوبة في تشديد الخناق على المهاجرين  والنازحين من سوريا ،وترفض المزيد من سياسة التقشف التي أضرت كثيرا بقيم الرفاهية التي كان يتمتع بها المجتمع الدنماركي. 

تريد “ميتة” عدالة اجتماعية واندماجا جيدا للأقليات في المجتمع الدنماركي، من خلال تحفيز أكبر عدد للتكوين والتأهيل في مختلف التخصصات التي يحتاجها المجتمع الدنماركي ،هي تريد وقف جلب اليد العاملة ودفع أكبر عدد لسوق الشغل والتخفيف من وطأة البطالة ،و تريد البقاء كذلك في الاتحاد الأوروبي ودعم التعاون مع دول الاتحاد ،لأن مستقبل الدنمارك مع دول الاتحاد. 

كما ترفض معاملة النازحين السوريين معاملة غير إنسانية ،لكنها لا تريد المزيد منهم  لأن الاقتصاد الدنماركي يعاني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهذا يكلفه الكثير، غير أنها ترتاح ،عموما، للتعاون مع أحزاب اشتراكية. 

والخلاصة التي خرج بها الجميع بعد نهاية أشغال اليوم الأول كانت جد إيجابية ،ولابد من الإشارة إلى أن الأحزاب المدعوة والسلك الدبلوماسي شاركوا في مناقشة عروض قدمها مختلف قادة الحزب الذين تحملوا مسؤوليات في الحكومة السابقة، وهي عروض كانت تتعلق بموقف الحزب من مختلف القضايا في الشرق الأوسط ومن السياسات العمومية التي تنهجها الحكومة الحالية.

*الاثنين 27 شتنبر 2016.

‫شاهد أيضًا‬

مؤتمر جامعة هارفرد لنموذج الأمم المتحدة يستقبل تلاميذ مغاربة

يمثل تلاميذ الثانوي التأهيلي لمدارس أنيس الدولية – المديرية الإقليمية عين السبع بالد…