في جلسة تحضيرية للقاء مستثمرين مغاربة يعتبرون نموذجا ناجحا للعديد من مغاربة العالم ، اكتشفنا ناسا يقودون قافلة للتعريف بمجالات الإستثمار في المغرب جابت دولا في القارات الخمس ،رجال يحملون هوية يعتزون بها ،عندما تجالسهم تلمس فيهم وطنية صادقة ،وإلماما بتاريخ المغرب ،عندما يتحدثون تلمس في حديثهم نبرة الصدق والمصداقية ،يفصحون وهم مسترسلون في الحديث عن جرأة قل نظيرها في انتقاد المسؤولين الذين لا يتحملون مسؤولياتهم وفق القسم الذي يؤدونه ، عندما تناقشهم بواقعية تلمس فيهم التقدير والإحترام ،لكن بالمقابل هناك جزء رغم عيشهم لسنوات بين أحضان مجتمعات ديمقراطية لازالوا لم يتشبعوا بالقيم التي لمسوها في حياتهم اليومية هم يشاركون في الإنتخابات كناخبين ومنتخبين في بلدان الإقامة ويعتزون بهذه المشاركة ،ويتباهون بوصول العديد من مواطني أوروبا الغربية من أصول مغربية لتدبير الشأن كنواب في البرلمان أوكوزراء في حكومات عدة ،لكنهم يساندون الحكومة المغربية الحالية أوالحكومات التي سبقت والتي صادرت حق المغاربة في المشاركة السياسية ،هم يؤمنون مع كامل الأسف ببعض الكتاب ويكفرون بالبعض الآخر ،يؤمنون بالديمقراطية السائدة في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها ولكن يرفضون تجسيدها في الوطن الأصلي..
هذا التيار الذي بدأ يتغلغل وسط الجالية المغربية يلقى دعما من أجهزة الدولة ومن الطابور الخامس الذي يخشى أن يساهم مغاربة العالم في تطوير التجربة الديمقراطية الحديثة العهد في بلادنا ،لقد أصبحوا بالفعل بوقا لترويج سياسة فاشلة لوزير حاكم ،قلت لهم من يناضل لسنوات من أجل المشاركة السياسية لا يقل وطنية منكم بل يسمو بروح الوطنية عندما يطالب بتفعيل دستور صوت عليه المغاربة ، عندما يساهم مثل هؤلاء في التحضير لملتقيات هدفها إقناع جيل عاش بالخارج وتشبع بالأفكار الديمقراطية للإستثمار بالمغرب في غياب مشاركة في تدبير ملف الهجرة وفي رسم السياسات العمومية والمساهمة في التنمية المستدامة وإنجاح الأوراش المفتوحة والجهوية الموسعة ..فكيف لنا أن نثق في مثل هذا المسلسل وننظر بعين الرضى والثقة للمستقبل عندما نفتح نقاشا حول مستقبل بلادنا ومستقبل الإستثمار ببلادنا ..فيجب أن تكون لدينا إرادة سياسية لإنجاح هذا النقاش لا أن نتحدث بتعصب زائد وندافع عن أفكار لا تتماشى مع ماورد في الدستور المغربي والذي كان واضحا وشفافا وأعطى لكل ذي حق حقه وجعل مغاربة العالم ومغاربة الداخل متساوون في الواجبات والحقوق لهؤلاء الذين يعارضون مبدأ مشاركة مغاربة العالم في الإنتخابات وفي تدبير مشاكل الهجرة نقول لهم وجرأة أنكم لستم مع كامل الأسف في مستوى الثقة حتى تفرضوا إرادتكم ووجهة نظركم عَلى الجميع إنكم تتناقضون مع مقتضيات الفصل السابع عشر والثالث والستون بعد المائة وغيرها من الفصول التي كانت واضحة ،،وأنكم خارج التاريخ وأنكم لا تمثلون إلا أنفسكم ،وأن أحرار هذا الوطن يأسفون لكل صدر منكم وما سيصدر وأنهم يدعون لكم صباح مساء لكي تستيقظوا من غفلتكم فتوبوا إلى باريكم وغيروا موقفكم .