يقدم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يومه الجمعة برنامجه الانتخابي، في تزامن مع الشروع في وضع الترشيحات، كما نصت على ذلك الأجندة الانتخابية. وهو تزامن أراده الاتحاد رسالة في حد ذاته، يربط بين المشروع وبين الموارد البشرية والأطر الحزبية والممثلين المنتظرين للدفاع عنه. في خطوة تخرج عما يراد للانتخابات القادمة أن تكون عليه، أي مجرد مناوشات خارج النص الديموقراطي.
ومن الواضح أن البرنامج، الذي تم تقديم فلسفته في إحدى دورات المجلس الوطني، يتأسس على »الرفض القوي، للاختيارات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة الحالية، والتي أصبح فشلها عنوانا بارزا في تقارير مؤسسات وطنية ودولية، سواء ما تعلق بمعدلات النمو الضعيفة، أو بارتفاع البطالة، خاصة بين الشباب الجامعي، أو بالزيادات المتوالية في الأسعار، وفي الضرائب، وإضعاف القدرة الشرائية للمواطنين، والإجهاز على المكتسبات الاجتماعية».
وقد سبق لنا أن تحدثنا عن مقومات عامةلهذا البرنامج ، سيكشف عرض يوم الغد عن تفاصيلها العملية والإجرائية. ومن ضمن المقدمات التي تأسس عليها البرنامج ،أن من تقاليد حزب القوى الشعبية عبر تاريخه النضالي ومشاركته في الانتخابات المحلية أوالتشريعية، تقديم برنامج للناخبين، يعد بمثابة عقد بين الطرفين، وعلى أساسه يخوض الحزب، مرشحين ومناضلين وتنظيمات وقيادات ومتعاطفين، الحملة الانتخابية، لتوضيح طبيعة الإجراءات التي سيتأسس عليها تدبيره أو مشاركته في إدارة الشأن العام، إن حاز المقاعد، التي ستؤهله إلى ذلك، أو أفضت التحالفات إلى انتمائه للأغلبية النيابية، أو المحلية …
برنامج الاستحقاق المقبل، يستند إلى المرجعية التي تؤطر هوية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحزب اشتراكي ديمقراطي، يناضل من أجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، المتمثلة في التوزيع العادل للثروة وتكافؤ الفرص . ومن أبرز محاور البرنامج الحقل الاجتماعي، الذي يقترح فيه سياسة اجتماعية موسعة وعادلة، لتقليص الفوارق الاجتماعية، واستهداف التهميش، الذي يطال فئات، ومجالات واسعة، ومعالجة الأعطاب، التي خلفتها السياسات العمومية . وهناك الحقل الاقتصادي، الذي تتضمن محاوره أسسا استراتيجية تنموية بديلة ومندمجة . وهناك الحقل الديني والثقافي والتواصلي. ويقترح الاتحاد الاشتراكي الإجراءات التي من شأنها بناء مجتمع التسامح والتعدد والتنوع والقيم الإنسانية النبيلة التي تحد من كل مظاهر التعصب والعنف والكراهية والإرهاب…
ومن حقول البرنامج أوراش الإصلاح التي يقترحها الاتحاد . وهي إصلاحات يجب أن تنسجم وروح الدستور، وتهدف إلى بناء مؤسسات قوية فعالة ناجعة، تجعل من الإدارة مستجيبة للتطور والعدالة آلية للإنصاف والتعليم، منتجا للمعرفة، متسقا مع سوق الشغل والأنظمة ذات البعد الاجتماعي، شفافة في تدبيرها، متخلية عن بيروقراطيتها، حامية لمنخرطيها …
إن الإجراءات التي تتضمنها هذه الحقول وغيرها، أخذت بعين الاعتبار ماخلفته سياسة الحكومة الحالية، التي أضاعت على المغرب خمس سنوات، وسعت خلالها من البطالة وفقدان الشغل، وضربت القدرة الشرائية للمواطن، من خلال الرفع من الأسعار، وإثقال كاهل الشعب المغربي بمديونية خارجية وداخلية، بلغت أرقاما قياسية .
وميزة البرنامج الانتخابي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنه يقدم أرقاما ناطقة حول الأوضاع الراهنة للمغرب، والتي أنتجتها الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية .
إن برنامج الاتحاد هو برنامج من أجل تناوب ثالث بتعاقد اجتماعي جديد لترسيخ البناء الديمقراطي والتنمية الشاملة، … وهوأيضا دعوة إلى التفكير الاستراتيجي الذي يجب أن يؤطر العمليات الاقتراعية ..