تعتبرجمعيات أمهات و أباء و أولياء التلميذات و التلاميذ شريكا أساسيا في المنظومة التعليمية و في حماية حقوق المتمدرسين و في ترسيخ مبادئ و قيم الحياة بكل تجلياتها . إلا أن من بين أهم الاكراهات التي تعوق عمل هده الجمعيات تلك المتمثلة في ضعف الفكر الاستراتيجي و التواصل مع مكونات المحيط المدرسي و ضعف تمثيلية المرأة داخل مكاتب هذه الجمعيات ناهيك عن ضعف التكوين و التأهيل إضافة إلى إصرار البعض على أن تبقى هذه الجمعيات تمارس دورها التقليدي المتمثل بالأساس في إصلاح نوافذ و أبواب المؤسسات التعليمية مما يجعل دورها محدودا و غير ذا قيمة. و إذا لم نفكر جميعا في إعطاء جمعيات أمهات و أباء و أولياء التلميذات و التلاميذ ما تستحقه من دعم مادي و معنوي و منحها صلاحيات موسعة تمكنها من القيام بواجبها ويجعلها تلعب دورا حقيقيا يتعدى مجرد كونهاها جمعيات إصلاح و ترقيع بناية من البنايات لا اقل و لا أكثر .. فإننا للأسف لن نحظى بمدرسة عمومية فاعلة ولا بتعليم راقي يستجيب لإنتظارات الشعب المغربي .
ونحن على أبواب موسم دراسي جديد لابأس أن ندكر بمهام جمعيات أولياء التلاميذ ذلك أن إنخراط الآباء في جمعيات أولياء التلاميذ هذه الهيئة الرسمية الموجودة بالموسسات يعد بحد ذاته مساهمة فعالة لنجاح أبنائهم في حياتهم الدراسية لأن هذه الجمعيات لها أدوارا كثيرة تساهم بها وأن نجاح المدرسة مرهون بالتعاون مع كل الشركاء الإجتماعيين من بينهم جمعيات أولياء التلاميذ قصد تنفيذ الإصلاح البيداغوجي المتميز بالإنتقال من منطق تعليم مؤسس على تلقين المعارف إلى منطق تعلم مؤسس على تنمية كفاءات مستدامة اندماجية وقابلة للتحويل ، فإنطلاقا من المادة الثانية من القانون الأساسي لجمعية أولياء التلاميذ فهي تساهم في مايلي :
1) التنسيق بين المدرسة والأولياء وتعريفهم بالواجبات والحقوق تجاه المؤسسة التعليمية من خلال لقاءت دورية تحسيسية يعقدها مكتب الجمعية بين الأولياء والمعلمين والأساتذة وخلق حوار مباشر بين المدرسة والأسرة تلتزم الأطراف فيه بما يخدم مصلحة التلميذ ويرفع المردود المدرسي .
2) يشارك الأولياء بصفتهم أعضاء في الجماعة التربوية مباشرة في الحياة المدرسية بإقامة علاقات تعاون مع المعلمين ورؤساء المؤسسات بالمساهمة في تحسين الإستقبال وظروف تمدرس أبناءهم كما يشاركون بطريقة غير مباشرة عن طريق ممثليهم في مختلف المجالس التي تحكم الحياة المدرسية المنشاءة لهذا الغرض (المادة 25 من القانون التوجيهي للتربية الوطنية المؤرخ في 23/01/2008)
3) مساعدة المؤسسة على معالجة المعضلات وتذليل الصعوبات التي قد تحول دون مزاولة التلاميذ لأنشطتهم المدرسية بصفة طبيعية وعادية مثل الوقوف على أسباب التغيبات والتأخرات عند التلاميذ و التسرب المدرسي الذي أصبح معضلة تهدد المجتمع ، وتفشي ظاهرة المخدرات بمختلف أنواعها
4) تحسيس الأولياء وتوعيتهم بضرورة المساهمة في توفير الوسائل المادية والظروف المعنوية لنجاح العملية التربوية (توجد مؤسسات إبتدائية جهزتها الجمعية بالإعلام الآلي ) ويدفع إلى هذا قيام المدرسة بمبادرة برمجة نشاطات ثقافية ورياضية وترفيهية ودعوة الآباء بصفة عامة ومكتب الجمعية بصفة خاصة لهذه النشاطات قصد تمكينهم من أداء الدور المطلوب منهم بل مشاركتهم في بعض النشاطات إن أمكن وإبداء الآراء والإقترحات لأن إهمال هذا الدور يشعر الأولياء بالدونية أما مشاركتهم دائما تعود بالفائدة ولو تدخل الفرحة إلى بعض التلاميذ وتجعلهم يفتخرون بوجود آبائهم في المؤسسة.
5) تنشيط المحيط المدرسي والمساهمة في توسيع دائرة المعارف من خلال شراء الكتب وتوزيع الهدايا على التلاميذ وكذلك المساهمة في الإعتناء بالمحيط بغرس الأشجار والمشاركة في الحملات التطوعية داخل المدرسة .
6) تحسين الوضعية والمادية والمعنوية للتلاميذ الذين يكونون في حاجة ماسة إلى المساعدة كشراء اللوازم المدرسية ، النظارات الطبية ، أجهزة السمع ، الألبسة والوقوف بجانب الأيتام وتشجيعهم على الدراسة وتذليل الصعوبات المادية والنفسية التي تعترضهم.
7) تعرف ببرامج المدرسة ومشاريعها وتسعى إلى إقامة وتوطيد العلاقة مع المدرسة(منشور وزاري رقم 098/122/91 مؤرخ في 15/05/91) خاصة وأن رئيس الجمعية أصبح عضوا هاما في مجلس التربية والتسيير فله الحق في إقتراح الحلول التي يراها مناسبة ، ولكن هنا نشير إلى أن مديرالمؤسسة التعليمية ومعاونيه يكون لهم الدور الفعال في جلب وإقحام الجمعيات في العمل لصالح المؤسسات التعليمية وذلك يتم من خلال التنسيق الدائم بين أعضائها وتحميلهم المسؤولية هذا من جهة وتحميل المسؤولية كذلك للأولياء مباشرة للعب الدور المطلوب منهم وذلك من خلال إستغلال المعطيات التالية :
ـ جدول التوقيت المقرر للتلاميذ وكذا التغيرات التي قد تدخل عليه
ـ التغيبات والتأخرات والسلوكات التي تسجل عليهم
ـ النتائج المدرسية التي يتحصلون عليها من خلال عمليات التقويم المختلفة
ـ برمجة نشاطات ثقافية ورياضية