… وأقسم باسم الرفاقية التي جمعتنا ، من علي يعتة إلى عزيز بلال ، أو قبلهم كثيرا و بعدهم …. إلى الكتلة الديمقراطية … ، وإلى مولاي إسماعيل العلوي مناضلا ، وإلى الرفاق و الأصدقاء بالحزب و أطره الذين و اللواتي أكن لهم كل التقدير و النضال … ما كانت لي قدرة و لا رغبة في النبش في مسار حزب أسس مناضلوه لمسار تقدم و اشتراكية ، سميت قبل ذلك بشيوعية ، و صارت على مقاسين ….
انتبهت ، وأنا أجدد ترتيب التعريفات و تحيينها ، أن الأمر صار غير الاسم و التعريف ، صار الأمر بيد حكومة التصق بها حزب التقدم و الاشتراكية عنوة ، بعد شهوة و نشوة حكومة التناوب التي تذوق على إثرها روعة انتهازية المواقف في الوطن . فصار الحزب في سياق ما اشتهته حكومات متوالية ، همه غير هم المرجعيات التي يسوقها – وهي تلزمه – صار الحزب بذاته مرجعية أخرى تؤثث مشهدنا السياسي ، بكل تناقضاته ، حتى ينفلت عن التفسير و المحاصرة النظرية ..
لست متافعلا مع خصام الرفيق الحاج نبيل بن عبد الله مع المؤسسة الملكية ، فللبيت رب يحميه ، لكن ظاهرة التقدم و الاشتراكية كحزب ، تستدعيني و تسعفني ، وكما سبق أن أعلنت ، أن أقول رأيي ، وفق ما أعلمه ، ووفق مسار حزب تقدمي أصابه الحول الإيديولوجي … حزب تزوج – كاتوليكيا – بحزب تحكمه مرجعية دينية محضة … فيا للعار ، ياللعار ..
كنت بصدد تهيئ مقال حول حصيلة حزب التقدم و الاشتراكية كما أعلنها رسميا و إعلاميا ، تهت و استشرت حول واقعية وزرائه الست و الستة ، كنت بغبائي أفترض أنهم خمسة ، تيمنا بأركان الإسلام الذي ينمي في الشيوعية المغربية خصوصية الإيمان و التبرك بكل الزوايا و المريدين ، كي يحصلوا على مناصب أكبر و أكثر مما حلم به الرفاق عبر العالم ،و وفق منهجية تتحدى كل الأطروحات .. فكانوا ستة ، ولم أجد ، بحكم جهلي ، تعريفا و تفسيرا لسادسهم …. وزراء يشي ريح الريع السياسي بهلامية مهام وزاراتهم و حقائبهم الموزعة بين القبائل و الأقسام و المواقف ، من المريد إلى الزعيم ، وفي حضرة الانتهاز الذي انتهجه الحزب الشيوعي الاشتراكي التقدمي الإسلامي …
كنت أخاف على إستراتيجية الحزب من زواجه الكاتوليكي مع المحافظة في أقصى رجعيتها ، وكنت أجد الصعوبة في تقريب ووصف المشهد السياسي بالمغرب ، و أنا البليد الذي يحاول إيجاد المنطق في التحالفات و تفسيرها وفق منهج عقلاني ، وأنا البليد الذي ما زال يبحث عن عقلنة المشهد ، من اليمين إلى اليسار ، حتى نستطيع أن نشرح قواعد اللعبة … و النشاز معلن من قبل الحزب نفسه .
أما عن تصريحات الرفيق الحاج بنعبد الله حول التحكم ، وحول البام ، وحول مستشار الملك ، وحول تأسيس الأحزاب ، وحول بكائه حرقة على رصيد و أعتاب بنكيران ، فالأمر موكول له ، وهو أدرى بشعاب مكة ، التي تشابهت له مع روما ، وروسيا و الحكم و التحكم …
و من كان بيت حزبه ووزرائه ،و أركان تدبيره و مساره ، من زجاج متهالك و غير شفاف ، لا يرمي جدران القصر بالحجارة .