بعيدا عن الأحزاب التي مازالت أمورها تدار وفق منهجية التحكم .. فقد شهدت الأحزاب التاريخية سجالا سياسيا حادا بمناسبة انتخاب مرشحي لائحتي الشباب و المرأة ، أعاد إلى الأذهان دلك النقاش الدي صاحب مقترحات مضاعفة أعداد المرشحين بهده الطريقة .. و الذي كانت أقوى ردود الفعل يومها متمثلة في التنكر إلي الأهداف السامية المنتظرة مما يسمى باللائحة الوطنية و رفضها جملة و تفصيلا باعتبارها تمتل ريعا إنتخابيا لا أقل و لا أكتر .
و بغض النظر عن هذا النقاش فإن إعتماد الديمقراطية الداخلية و دخول شباب و نساء لا يعتمدون سوى على كونهم يحملون صفة ” مناضل ” خلق إرتباكا خاصا لم يشعر به سوى من وكلت إليهم مهام الإشراف على هده الديمقراطية الداخلية .. و قد تضاعف الإحراج وزاد عندما أسفرت الإنتخابات على سقوط أسماء لها قرابة أو إرتباطا بشخصيات حزبية وازنة و صعود أخرى لا سند لها و لا مظلة ! و بالرغم من كون هدا الفوز غير رسمي و يحتاج إلى تزكية الناخبين الكبار من أعضاء المكاتب التنفيذية ، فإن هده الأحزاب لا تملك لنفسها سوى مسايرة الرياح الديمقراطية التشاركيةالتي تهب اليوم على كل المؤسسات السياسية لسيما تلك التي تحترم نفسها و لا يمكنهابأي حال من الأحوال أن تدفن رأسها في التراب .
و إن هده الأحزاب التي يشهد لها العدو قبل الصديق بأنها خرجت من رحم الشعب و عانقت معاناته و آماله لن تحتاج لكثير من الوقت كي تنسجم مع مطالب مناضليها خاصة و أنها عاشت الكتير من المصاعب عندما تعرضت “إختياراتها ” مع إرادة قواعدها الشعبية .. فكانت النتيجة زيغ عن المسار و خروج بخفي حنين .
و اليوم و قد تصالحت أكتر القيادات الحزبية مع هيئاتهم الشبابية و النسوية ، فإن أول الغيت سيكون عودة إعادته الأمور إلى نصابها بحيت ستجد هده الأحزاب بأنها قد ربحت نخبة معاقلها الحزبية حتى و إن أتت رياح ” التوازنات السياسية ” بعكس ما كانت تشتهي سفنها .. المهم أنهاصارت لهاأخيرا مراسي يمكن ضبط حبالها فيها لتبحر من جديد في محيط الديمقراطية التشاركية بلا عقد و لا خوف من المجهول.