نشرت بعض الجرائد والمواقع الرقمية، «خبرا»، منقولا عن جريدة ورقية، يتضمن تصريحا ل»ديبلوماسي رفيع، في وزارة الخارجية الأمريكية»، يعبر فيه، حسب المصدر، عن تضايق واشنطن من إتهامها بالتدخل في الحياة السياسية المغربية.
ورغم أن الجريدة لم تكشف عن المصدر، فقد وضعت التصريح بين مزدوجتين، حيث ورد فيها «إذا كنّا في وقت سابق نتغاضى عن الأمر، فإن الأمر قد إستفحل إلى درجة صار معها السكوت وكأنه موافقة على مايقال».
من المؤكد أن تصريحا بهذه الأهمية، و من طرف «مصدر رفيع المستوى، في الخارجية الأمريكية»، لابد أن يثير ردود فعل سياسية، في المغرب، وربما في الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن هذا لم يحصل. لماذا؟
لأن المصدر ظل مجهولا، خاصة وأن لأمريكا عدة وسائل وأدوات للتعبير عن مواقفها، فهناك سفارتها في الرباط، وهناك وزارة خارجيتها ومكتب الصحافة به، بالإضافة إلى وكالتها في الإعلام الخارجي، التي تشرف على عدة وسائط، من بينها راديو «صوت أمريكا»، الذي تحول إسمه في العالم العربي، إلى راديو «سوا».
من المعروف عن الإدارة الأ مريكية، أنها لا تخفي عادة، هوية المسؤولين الذين يدلون بتصريحات سياسية، خاصة في مثل هذه القضايا الحساسة، لذلك من الطبيعي أن نستغرب من اللجوء إلى إخفاء هوية المتحدث الرسمي، «رفيع المستوى»، الذي قال إن إدارته لن تستمر في التزام الصمت، تجاه اتهامها بالتدخل في الحياة السياسية المغربية، لصالح ما يسمى بتيارات الإسلام السياسي.
ما ننتظره هو أن تنفذ الإدارة الأمريكية، وعدها، بعدم السكوت عن هذه الإتهامات، لكن بشكل علني ومكشوف، وأن تكون لها الجرأة عن التعبير، دون التستر عن هوية «المتحدث الرسمي»، في هذه القضية، بدل أن تلجأ إلى تمرير موقف، عن طريق وسائط مغربية، فقد كان عليها، على الأقل، أن تعبر عن ذلك في راديو «صوت أمريكا»، الذي يتكلف بمهمة الدعاية لمواقف الخارجية الأمريكية.