يومه الإتنين 05 من الشهر الجاري وبحضور العائلات وعدد من الشخصيات وممثلي السلطات والمجتمع المدني إفتتحت مقبرة جماعية سرية بمقر لثكنة تابعة للوقاية المدنية في مدينة الدارالبيضاء و التي كان قد دفن بها رفاة ضحايا أحداث 20 يونيو سنة 1981.
و تأتي هده الخطوة الجريئة حسب بيان للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، “في إطار تتبع تنفيذ توصيات هيئة الانصاف والمصالحة التي ترمي الى حفظ الذاكرة الجماعية ” ويعتبر ملف «ضحايا 20 يونيو 1981» من الملفات الأكثر حساسية الموروثة عن «سنوات الرصاص» خصوصا أن كثيرا من ضحاياها دفنوا في سرية تامة داخل ثكنة عسكرية تابعة لرجال المطافئ بالقرب من الحي المحمدي «المقبرة الجماعية» الشهيرة في الدارالبيضاء وهي المقبرة الجماعية التي كشفت عنها التحريات التي أشرفت عليها هيئة الإنصاف والمصالحة بالإعتماد على محاضر الشرطة وتقارير المنظمات الحقوقية وسجلات وزارة الصحة.
و حسب إحصائيات نسبت لتنظيمات المعارضة فقد وصل عدد القتلى إلى أزيد من 637 قتيلا بينما قدرت إحدى الجمعيات المهتمة بأن عدد القتلى ربما يكون قد تجاوز 1000 قتيل في حين حدد وزير الداخلية أنداك إدريس البصري العدد في 66 قتيلا فقط نافيا أن تكون هناك وفاة واحدة قد حدتت بالرصاص الحي .
و في التفاصيل ، فقد قررت حكومة المعطي بوعبيد تطبيق زيادات صاروخية شملت كل المواد الأساسية، كالدقيق 40 في المائة، السكر 50 في المائة، الزيت 28 في المائة ،الحليب 14 في المائة، الزبدة 76 في المائة. علما أن هذه الزيادات بعد زيادات سنتي 1979 و 1980 فأصبحت معدلات الزيادات الجديدة كالآتي : الدقيق 185%، السكر 112%، الزيت 107%، الحليب 200%، الزبدة 246% .
و كرد فعل من الطبقة الشغيلة تقرر تنظيم إضراب عام يوم 18 يونيو في كل من الدارالبيضاء والمحمدية دعت إليه نقابة الاتحاد المغربي للشغل بمساندة من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل .. لكن و أمام تعنت الحكومة ومن خلال جريدتي «المحرر» و”ليبراسيون” دعى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى إضراب عام على الصعيد الوطني و دلك يومه 20 يونيو 1981 .. فكان أن حدت الأسوء ؟ فقد طوقت الدبابات والسيارات العسكرية كل من أحياء درب غلف، درب السلطان ، درب الكبير ، شارع الفداء ، حي الفرح، درب ميلا، درب السادني ، القريعة ، مودي بوكيتا، بنمسيك ، اسباتة ،حي مولاي رشيد ، حي للامريم، حي السلامة، مبروكة،البلدية، الحي المحمدي ، درب مولاي الشريف ،البرنوصي ، عين السبع إلى غير ذلك من أحياء مدينة الدارالبيضاء … و التي تحولت كلها إلى ما يشبه ساحات حرب مفتوحة بين محتجين غاضبين و قواة عسكرية لم تتردد في إستعمال أسلحتها في وجه المتظاهرين .. واستمر العنف إلى حدود يوم 21 يونيو ، وإنتهت الإنتفاضة الشعبية بسقوط ، قتلى وجرحى و تقديم الآلاف إلى المحاكمة وقد قضت غرفة واحدة للجنايات بما يزيد عن 1400 سنة من الاحكام بالسجن.
واليوم و بعد أن مرت 35 سنة على تلك الإحدات الفظيعة و تم الكشف أخيرا عن هده المقبرة و إفتتاحها في وجه العموم فإن الهدف الأسمى من دلك كله هو السعي إلى حفظ ذاكرة الاعتقال والقمع والتضييق على الحريات حتى تتذكرها الاجيال الصاعدة لضمان عدم تكرار ما حدث، وذلك عبر ترميم اماكن الاعتقال السرية وتحويلها الى معارض، وترميم المقابر السرية كجزء من الذاكرة والتاريخ بحسب توصية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب و الدي كان يرأسه المعتقل السياسي الراحل إدريس بنزكري.
*الثلاثاء 6 شتنبر 2016.