كشف الاقتراع الديمقراطي الذي قدمته اللجنة الإدارية الوطنية لحزب الاتحاد الاشتراكي، بخصوص اختيار أعضاء اللائحتين الوطنيتين للنساء والشباب برسم انتخابات سابع أكتوبر القادم، أن الاتحاد فعلا مدرسة للأخلاق والسياسة النبيلتين، وأن ما يربط بين مناضليه ومناضلاته هو العلاقات الديمقراطية المؤسسة على التباري الحر حين يتطلب الأمر ممارسة حق الاختيار لتولي مهام تمثيل الحزب في المؤسسات الوطنية، وفي كل الواجهات التي من شأن الانخراط فيها أن يكرس المشروع المجتمعي الديمقراطي الذي يطمح إليه كل المغاربة.

إن اختيار الاتحاد الاشتراكي للاقتراع السري لترشيح ممثليه في اللائحتين الوطنيتين للنساء والشباب لعضوية مجلس النواب، يؤكد تشبع الحزب بالديمقراطية والنزاهة كقيمتين مؤسستين للفعل الديمقراطي الحقيقي الذي ينطلق أساسا من التساوي في الفرص، وفتح باب التباري دون تمييز أو إقصاء، مع ضمان شفافية الاقتراع. وهذا المسلك الديمقراطي ينطلق من المطلب الدائم والمتجدد للاتحاد الحامل لمشروع النضال الديمقراطي كآلية للتغيير في المجتمع، عبر كل مراحل نضاله الطويلة والشائكة.

إن الاتحاد، اليوم، يؤكد من جديد احترامه المبدئي للديمقراطية والنزاهة، انطلاقا من إعمال المنهجية الديمقراطية كأسلوب لتدبير الحياة الداخلية للحزب، وهو بذلك يؤكد الميثاق الأخلاقي المسنود باحترام هذه القيم والدفاع عنها.

إن مشروع الاتحاد الاشتراكي، منذ انطلاقته، يتأسس على الديمقراطية، لأن الديمقراطية طريق شاق وصعب، قدم الاتحاديون من أجله عددا كبيرا من الشهداء والمعتقلين ومجهولي المصير ، واختاروا أن تظل الديمقراطية إحدى ثوابت الحزب ومفاتيح النضال من أجل الحرية وترسيخ قيم العدالة المجتمعية.

إن مستقبل بلادنا رهين بإعمال الديمقراطية في كل مجالات حياتنا العامة، إذ لا يمكن أن نبني ديمقراطية دون ديمقراطيين. فالديمقراطية تكون فقط حين يقر المتنافسون، على اختلاف التوجهات السياسية والمنطلقات الإيديولوجية، بأنها أسلوب ووسيلة للتداول على السلطة وتدبير الحياة العامة. ذلك أن أكبر أعداء الديموقراطية يستعملونها كوسيلة للإطاحة بها والانقلاب عليها، وإقصاء جميع الذين يؤمنون بها.

إن الديموقراطية هي السقف الذي يسمح للجميع بالعيش آمنين مطمئنين، رغم الاختلاف وحدة التنافس على البرامج والآليات والأولويات، ما دام الوطن هو السقف الذي يستظل به الجميع.

لقد انبرت العديد من المنابر للتشكيك في طريقة اختيار الحزب لمرشحيه، ووضعت سيناريوهات من نسج خيالها، غير أن الاتحاديين، خلال اجتماع لجنتهم الإدارية الوطنية، عرفوا كيف يخرسون الأقلام المأجورة في أغمادها، وكيف يبينون أن الديمقراطية إطار راسخ في جسم الاتحاد، وأنها وحدها الجواب على كل المشككين في الآلية التي ارتضاها الاتحاديون لتدبير حياتهم الداخلية.

*رسالة الاتحاد

     الاثنين 5 شتنبر 2016.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…