فعلا لقد عاش حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليلة الامس درسا ديمقراطيا حقيقيا مكتملا، بمناسبة انعقاد برلمان حزبه(اللجنة الوطنية الادارية)، بدءا من النقطة الاولى لجدول الاعمال، وهي المرتبطة بتقديم الميثاق الاخلاقي الاتحادي الذي اشتغلت عليه لجنة التحكيم والاخلاقيات منذ نهاية المؤتمر الوطني الاخير، حيث قدم الاستاذ عبد الواحد الراضي رئيس اللجنة عرضا افتتاحيا مهما في موضوع”السياسة والاخلاق” انصت له الجميع وبدون استثناء بتمعن كبير، وجاء فعلا بافكار مهمة وقيمة واحيانا صادمة لزعزعة اللبس والتحريف الذي اصبحت تعرفه الممارسة السياسية ببلادنا، ومن جملة ما اكد عليه ان ” السياسة هي فن اعمال وتطبيق الاخلاق” و”ان القائد السياسي والممارس الذي له سلطة سياسية يجب ان يوجه هذه السلطة لخدمة القيم وليس العكس…. وان السياسي يجب ان تكون له القدرة على حب الغير مهما اختلف معه، لانه من الواجب عليه ان يخدم الجميع، وان عليه ان ينهج سيرة التسامح والتماس الاعذار، وان الجزاء هو معنوي اكثر وليس مادي، وان هذه الصفات كلها تكون مكتسبة وبرضا السياسي وبقناعته وهو من يختار هذا المجال……الى غيرها من الافكار المهمة التي نتمنى ان تظل حقيقة نبراس عمل سياسيينا.
لتمر المصادقة على الميثاق المهم الذي قدم الاستاذ لخصاصي باجماع الحاضرين.
وخلال النقطة الثانية والتي عرفت تطبيق ما تمت المصادقة عليه بالدورة السابقة فيما يرتبط بكيفية انتداب ممثلي الشباب والنساء باللوائح الوطنية، وبعد اعادة شرح المسطرة من طرف الاستاذ العجاب بصرامته وضبطه، وتشكيل مكاتب التصويت الاربعة تحث رئاسة الاستاذ الحبيب المالكي رئيس اللجنة الادارية، انطلقت عملية التصويت وهنا لا بد من الاشارة والتأكيد على النقط التالية، بغض النظر على النتائج:
1- تم احترام المسطرة بحذافيرها رغم صعوبتها.
2 الوعي الكبير والصرامة والضبط اللامتناهيان لاعضاء ورؤساء مكاتب التصويت، هذه المكاتب التي عرفت اشراف مناضلين يشهد لهم الجميع بحكمتهم وصدقهم ونزاهتهم وصرامتهم في نفس الوقت، من ممثلين عن لجنة الاخلاقيات والتحكيم، والمكنب السياسي واللجنة الادارية. والذين لا تربطهم اي قرابة عائلية مع اي مترشحة او مترشح.
3- عدم ولوج اي عنصر غير اعضاء اللجنة الادارية الى مقر الحزب.
4 – الصرامة والسراحة الواضحتين من طرف جميع اعضاء المكتب السياسي وبدون استثناء لاحترام المسطرة.
5- تساوي الحظوظ وتكافئ شروط المنافسة بين مختلف المترشحين سواء اعضاء المكتب السياسي او مكتب اللجنة الادارية او اعضاء اللجنة الادارية او حتى من ليس له اي مسؤولية بالحزب.
6- انظباط اعضاء المكتب السياسي كلية بالتصويت والمغادرة مثلهم مثل باقي الاتحاديين وعلى رأسهم رئيس اللجنة الادارية ورئيس لجنة التحكيم والاخلاقيات والكاتب الاول الذي غادر المقر بعد ادلائه بصوته ليترك الاشراف للجنة المختصة ولم يبرح المقر نهائيا، وهو من أصر على ابلاغ النتائج النهائية طبقا للمسطرة ولو في وقت متأخر.
7 – الحملة الديمقراطية للمترشحين استمرت بشكل عادي بردهات المقر في جو اخوي وكثيرا ما سادته روح الدعابة والتقشاب ولكن بمسؤولية.
8- التصويت بالبطاقة الوطنية وبطاقة عضو اللجنة الادارية والتشدد في ذلك.
9- كيفية اعلان عملية اغلاق مكاتب التصويت في تمام الساعة الخامسة مساء نهائيا التي احترمت المسطرة .
10- الفرز العلني لنتائج المكاتب الاربعة امام اعين المتنافسين او من اعضاء اللجنة الادارية عامة بقاعات مفتوحة.
الصرامة والدقة والمسؤولية التي تعامل بها اعضاء ومسؤولي مكاتب التصويت في الفرز، واحد يقرأ النتيجة تحث اعين مراقبين يمينا ويسارا، واخر يسجل وعلى جانبيه مراقبين والكل امام اعين الحاضرين.
11 – القيام بجمع الاصوات المحصل عليها، واعلانها بالمكتب بصوت مرتفع باعتبارها نتيجة جزئية والتأكد من ان الحاضرين سجلوها.
12- اجتماع المكتب المركزي النهائي بحضور رؤساء المكاتب، تحث رئاسة رئيس اللجنة الادارية،
13- الحرص على اعلان النتائج في وقت متأخر بعد انهاء عمل المكتب المركزي بحضور المناضلين الذين انتظروا انهاء الاشغال.
وعليه فامام هذا السرد لا بد من الاعتزاز بما ذهب اليه الحزب من عقلنة وتقنين للمنافسة الشريفة بين مناضليه بعيدا عن كل الحسابات والاجتهادات المسبقة، وأكيد ان المسطرة القادمة ستعمل على تقوية هذا التوجه وهذا التراكم الديمقراطي الحقيقي، الذي يؤسس له دائما حزب الاتحاد الاشتراكي .
-
الاحد 4شتنبر 2016.