لم تعد يفصلنا إلا القليل من الأسابيع قبل الدخول في صلب الانتخابات البرلمانية ليوم 7 أكتوبر2016 ، و التي تعد محطة منتظرة بترقب ، محطة تقويم و انتقال ، من المرحلة الأولى من دستور 2011 ، و التي طبعتها ظرفية إقليمية ، في سياق هيجان ربيع- سمي عربيا- ، ساقت ريحه النتائج لصالح حزب العدالة و التنمية ، إلى مرحلة التنزيل الفعلي و الديمقراطي لنفس الدستور الذي ينتظر إقرار المواطنة في كل أبعادها .
و اليوم ، ونحن نعيد الكرة من أجل إقرار المسار الديمقراطي في الوطن ، وفي إطار كل التوافقات الممكنة ، لا مناص من الوقوف على المشهد في شكله و جوهره ، وبكل حياد المتتبع ، لنسجل في ارتجال بسيط ، وضعيات مرتبطة بالمسار التمثيلي و الانتخابي ، و فقط من زاوية ترشيح الأحزاب لمن سيمكنها من الوصول إلى البرلمان ، بحثا عن موقع في أغلبية قد تشارك ، أو تقود حكومة ما بعد 7 أكتوبر .
فكيف تدبر الأحزاب تنافس مناضليها ، و الجدد منهم ، والموسميين ، و مترشحيها المفترضين ، وحتى المفروضين ، من أجل الظفر بتزكية تسمح لهم بالتنافس أمام مترشحي الأحزاب الأخرى ؟
شيء كالعبث ، وحكايات لا تنتهي ، هنا و هناك ، و الأمر يستحق الكثير من المحاصرة النظرية كي يستقيم التحليل . و لنا في بعض الأمثلة ، الكثير من الأجوبة ، تأجيلا أو تأجيجا للسؤال …
- أعيان يتحولون ذات اليمين و ذات اليسار ، وبأحضان أحزاب تراهن على سلب المواطن صوته بالتدبير المفوض .
- مناضلون تركن عربة نضالهم ، و يطالبون بأخذ إجازة مؤقتة من النضال ، حتى تنتهي محطة تحقيق المناصب في البرلمان .
- قيادات أحزاب تستجدي ثلة من العرابين و السماسرة ، من أجل الدعم المشروط و اللا مشروط .
- مواطنون يتحولون في تيهان باد، كريشة في مهب الريح ، بين أخبار مرتجلة عن تنقل مرشحهم المرتقب من حزب إلى حزب .
- أحزاب لم تعد تعرف بأسمائها ، ولا ببرامجها ، ولا بتاريخها ، لتصير وكالات لتصبير الأصوات .
- ديمقراطية داخلية لأحزاب مشروطة بها ، ومدعية لها ، في شرود تام . و المطالبة بها يعد حمقا نظريا ، و “يوتوبيا ” ووهم تنظيمي ..
و الحال ، و الموقف ، و الساسة ، و السياسة ، و الرهان ، هنا والآن ، هناك الوطن الآن ينتظر… ينتظر برلمانا ، وحكومة في مستوى تحديات المرحلة و الظرفية …
فبأي أحزاب و تنظيمات نسير ؟ و بأي سرعة نسير ؟ و بأي مترشحين و برلمانيين سنؤثث مشهدنا السياسي المقبل ؟ و بأي مقاربة سنصل إلى المواطنة ، و إلى الانتماء إلى الوطن ؟
*احمد بومعيز / الصويرة
الاحد 21 غشت 2016.