أغادر وطنا ، أحببته محبطا ،بعد أن قضيت فيه عطلة لم أذق فيها طعم الراحة ،انفجرت غضبا أكثر من مرة في الشارع ،وفي الإدارة وفي مؤسسة تعتبر رمزا للديمقراطية ،كدت أكثر من مرة أتهاوى بمضاعفات ضغط دموي أو ارتفاع للسكري ،ليس بسبب التخمة وإنما لمجتمع فقد الثقة في حكومته وفي مجالس منتخبة تدبر شأن مدنه ،مصير أجيال نحو المجهول ،وفئات اجتماعية تعيش على الفتات في حين أباطرة الفساد يعبثون بخيراته ،ويهربون أموال الشعب للخارج،
بحثت عن العدالة الإجتماعية فلم أجدها بل وجدت أحزابا تتحكم في كل شيئ تتخذ الدين مطية لتضليل السذج من الناس ،يركبون على أوضاع الفقراء والمستضعفين في هذا الوطن،تارة وباسم الدين أدركوا مال قارون ،وبسطوا ذراعهم الطويلة في كل الجهات ،يهددون بثورة عارمة وبقطع الرؤوس وإنزال حكم الله في كل علماني وثوري واشتراكي ،يهددون استقرار المغرب ووحدته ويبتزون باسم الشعب وباسم الدين من أجل ولاية ثانية لتعميق الأزمة أكثر ،ولإغراق المغرب أكثر في الدين الخارجي .
أغادر المغرب وأنا لست مطمئنا بعد تصريحات خطيرة صدرت من رئيس حكومة قال وبالحرف في اجتماع مناضليه بالخارج ،يجب أن تندمجوا في دول الإقامة وتنسوا المشاركة السياسية في المغرب ،رئيس حكومة يخرق الدستور المغربي ويسلب مغاربة العالم حقوقهم ،رئيس حكومة أصبح مع كامل الأسف يتنازل على كل الصلاحيات التي منحها له الدستور ،وأصبح يسارع الزمن لتعيين حاشيته وأتباعه في المناصب العليا ليزعزع أكثر استقرار المغرب ،نحن أمام مفترق الطرق ،في ظل مايجري من تجاوزات خطيرة ،تقوم بها حكومة عبد الإلاه بن كيران في آخر أيامها ،بدءا بتمرير صفقات لشركات تركية تابعة لحكومة العدالة والتنمية التركي ،وتلحق خسائر فادحة بشركات وطنية ،تتخذ مواقف جد خطيرة مما يجري في الساحة في الشرق الأوسط ،تختلف عن المواقف التي يريدها جلالة الملك ،يعتبرون أنفسهم خدام العرش والآخرون خارجون عن القانون والشرعية ،حزب العدالة يقود سياسة النفاق من خلال مواقف تختلف كليا عن المواقف التي اتخذها في حملته الإنتخابية قبل أربع سنوات ،يناصب العداء لمطالب مغاربة العالم ،ولا ندري مادوافع ذلك ،هو المسؤول عن تفعيل الدستور والقوانين المصاحبة له ، لكنه يتهرب من تحمل مسؤوليته ،لم يبق لمغاربة العالم إلا اتخاد الإجراءات الرادعة للتخلص من هذه الحكومة ودعوة مغاربة الداخل لمحاسبتها لأنها رهنت مستقبل المغرب بالديون لمؤسسات البنكية في العالم ،لا استقرار مع حكومة تجيش دواعش للهجوم الإلكتروني وتشويه سمعة الأحزاب السياسية ،واستغلال الفقر وغياب العدالة الإجتماعية في اقتسام الثروات لتمرير خطابهم من خلال سكوك الغفران ، أغادر بلدي الذي أحببته حتى النخاع وأنا أفقد الأمل في التغيير ،أنزوي لوحدي في لحظات الوداع وأبكي بحرقة زائدة لقوافل الفقراء ،ولجيوش المعطلين الذين فقدوا كل أمل في الحياة ،وأصبحوا مضطرين لاستعمال كل الوسائل الغير المشروعة من أجل فرض أجندتهم على الحكومة ،التي انهارت بسبب الإكراهات الإقتصادية ،من يسير في المدن يلمس غياب الأمن ،وفوضى عارمة في الشوارع بسبب امتصاص الشوارع بالباعة المتجولين الذين يعرقلون حركة السير في المدن والدولة بأجهزتها تغض الطرف تفاديا لانتفاضة شعبية ،من يزور إدارات من أجل قضاء أغراض إدارية يصطدم بمسلسل سير واجي ،والإبتزاز الواضح ،من يحضر ندوات موجهة لمغاربة العالم بمناسبة تواجدهم في المغرب ،يستمع لسيل من الشكاوى التي تتكرر كل سنة في مهرجانات أصبحت فلكلورية يعيشون فيها الأتباع من أجل التنويه بسياسة فاشلة وقطع الطريق على الوطنيين الصادقين الذين يريدون حقيقة المساهمة في تدبير المرحلة والمشاركة في السياسات العمومية والخيارات الديمقراطية ودعم الجهوية والتنمية المستدامة أكررها مرة أخرى حكومة عبد الإلاه بن كيران تستهزئ بمغاربة العالم وتصادر حقوقهم الدستورية لكنها في نفس الوقت تغازلهم من أجل الإستمرار في المساهمة في الرفع من استثماراتهم ومن المزيد من التحويلات المالية من أجل إنقاذ الإقتصاد الوطني ،
مغاربة العالم يجب أن يكون لهم موقف واضح من هذه الحكومة ،لا خيار أمامهم إلا بمعاقبة من صادروا حقوقهم ،لسنا بقرة حلوب ،نريد فقط أن نكون مثل الشعوب المجاورة المغاربيون الذين انتزعوا حقوقهم وأصبحوا ممثلين في مؤسسات بلادهم إذا كان الجيل الأول قد حافظ على علاقته الوطيدة بالوطن فإن الأجيال المزدادة في الخارج ،فقدت هويتها الوطنية وستقطع علاقتها بهذا الوطن الذي خذل من ساهم بالكثير من أجل دعم الإقتصاد الوطني وما صرح به وزير الجالية في مهرجان أكادير الذي جلب له بالملايين مغنية لبنانية هراء لا أساس له من الصحة ،الجهة الأجنبية التي أنجزت الإستطلاع حول شباب المغرب بالخارج ،بعيدا كل البعد عن الواقع والحقيقة ،شباب المغرب بالخارج يفتقدون للإرادة القوية للمساهمة في التنمية لأنهم فقدوا ثقتهم في سياستكم مادمت قد خذلتم آبائهم ، بل حتى الجيل الأول منهم ،فقد ثقته في حكومتكم لأنكم رفضتم إشراكهم في تدبير ملف الهجرة والسياسات العمومية لأنهم جزئ من الشعب المغربي أغادر المغرب وأنا أحمل الكثير من الهموم ،لكن في نفس الوقت أحمد الله على نعمة الإستقرار في بلد الإقامة لأنه وفر لي الكرامة وأعطاني حق المواطنة الكاملة التي افتقدتها في بلدي الأصلي..
أقول لرئيس الحكومة ،لن نغفر لك ما ارتكبته في حقنا وفي حق الوطن وسنحاسبكم يوم لقاء الله لأنك كنت السبب في مصادرة حق من حقوقنا ،لأنك المسؤول الأول على تنزيل الدستور والدفاع عن تطبيقه إننا نأسف لأنك فضلت الإعتماد على المديونية التي لن تحسن عيش وكرامة الإنسان المغربي ،ونسيت قيمة الرأس المال البشري سيذكرك التاريخ بأسوأ وزير أول حكم المغرب وتنازل عن اختصاصاته ،عبث بالقيم الإسلامية وساهم في تبديد خيرات بلاد واقتسامها على أتباعه ومريدي مقرات حزبه لن ننسى تشويهك لتاريخ المغرب بسياستك الشعبوية ، ننتظر يوم حسابك الدنيوي والأخروي وموعدنا يوم السابع من أكتوبر..