أظنه اللاعدل الذي قضى ، حكم قضاء يجر العار مرة أخرى ، فيا للعار يا للعار …
هنا بالمغرب عدنا مرة أخرى لمحاكمة الرأي و الإبداع ، و يحاول البعض أن يذكرنا بما مضى …
لا أمل في المستقبل يا سعيد …
هنا عدنا لإقصاء الرأي بالعلن و باسم القضاء … ياللعار ياللعار . فماذا بعد محاكمة كاتب جريمته الكتابة ، وبدعوى تطابق الأحداث و الشخوص مع حقيقة أعيان أصبحت سيرتهم النتنة تثير غضبهم حد أنهم يبطشون بدل الاستحياء ؟
فمن يجب أن يدان و يحاكم ؟ الكاتب أم من وجد في خبث سيرته و مسيرته تطابقا مع أحداث رواية ؟..
ومن يجب أن يحاكم من ؟..
هي الهوامش التي نطل منها على الحرية صارت تصادر ، ونحن هنا نكابد كي نخلق أملا في الحياة و في التعبير … نطل رغم الإقصاء المادي والرمزي لنعيش ككاتب فقط …، ويصر القضاء إلا أن يزيدنا يقينا بأننا نصلح للسجن و القمع فقط …
فعلا أخطأ سعيد حين كتب .. جريمته الكتابة . جريمته الإبداع .. كان عليه أن يمدح الأعيان كلهم و الحكام … كان عليه أن يختبئ خلف ضلالهم ، و يؤدي الولاء للذين يسرقون منا الوطن و الحرية ..
جملة و تقسيطا يحاصرون الأمل فيك و فينا يا سعيد ..
رويدا رويدا عدنا عبيدا ومخصيين و مقصيين من الحق في الكتابة و التفكير و النشر و الرأي ، و الٍرأي تعريف للمواطنة ، ياللعار …
فحاكموا منا من شئتم ، وخذوا من حريتنا ما تبقى ، و ابذلوا ما في وسعكم أكثر و أكثر مما بذلتم ، كي تدلونا أكثر …لكننا سنكون كالذين سبقونا في الإبداع و في الرأي و في النضال ، لن نتنازل عن حقنا في الكتابة ، ولن نتنازل عن حقنا في الحرية ، ولن نتنازل عن حقنا في الحداثة ، ولن نتنازل عن حقنا في الحياة ..
فقاتلونا و حاكمونا متى و أنا شئتم ، فلن تجدوا غير صمودنا ، قرطاسا و قلما و حرية …فكلنا سعيد بنحدوش .
*أحمد بومعيز / الصويرة
الجمعة 12 غشت 2016.