تعد استحقاقات السابع من أكتوبر المقبل ذات أهمية بالغة، من حيث آفاقُها السياسية والمؤسساتية والمجتمعية، ليس فقط بالنسبة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولكن أيضا للمغرب، بكل مكوناته، ورهاناته وانتظاراته:
أولا، لأنها تتعلق بانتخاب مجلس النواب، الذي يعد قاعدة تشكيل الحكومة، لتدبير الشأن العام لولاية من المفترض أن تمتد إلى خمس سنوات. والمصدر الرئيسي للتشريع كما نص على ذلك الفصل 71 من الدستور…
ثانيا، كونها مناسبة للحكومة الحالية، لتقدم حصيلتها أمام المغاربة. وهي حصيلة كما يعلم الجميع هزيلة، أنتجها تحالف يقوده حزب العدالة والتنمية، الذي دخل إلى الجهاز التنفيذي لأول مرة.
وثالثا، أن المشهد السياسي اليوم، سعى فيه هذا الحزب إلى خلق معارك وقضايا ثانوية وهمية، على حساب القضايا الرئيسية للشعب المغربي، وفشل في إيجاد حلول لها، وإصلاح بنياتها.
لقد وضع الاتحاد الاشتراكي برنامجه الانتخابي، متضمنا من جهة، ما أنتجته هذه الحكومة من سلبيات، انطلاقا من إحصائيات المؤسسات الدستورية والرسمية، ومن جهة ثانية، الإجراءات التي يقترحها كأسس للسياسات العمومية والاستراتيجيات التي يقترحها. وقد أبرزنا في عدد أمس الحقول التي يستهدفها هذا البرنامج الذي صاغه مناضلو الحزب.
وكما هو معلوم، وعبر معاركه الانتخابية، كان الاتحاد صادقا في برنامجه، منطلقا من هويته الاشتراكية والديمقراطية، منسجما مع طموحات الشعب المغربي في التطور والعدالة الاجتماعية والرفاه.
وفي سياق الاستعداد، اختارت الأجهزة التنظيمية للاتحاد، عبر مسطرة تتضمن معايير مدققة، وكلاء اللوائح التي سيقدمها بالدوائرالانتخابية، حيث سيتم التواصل مع الناخبات والناخبين، كما هو الشأن –دائما- في حملات الحزب، ليشرح، ويوضح، ويناقش برنامجه، ومواقفه، وقراراته …
وهنا لابد من التذكير بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تعرض -في الآونة الأخيرة- لحملات مسمومة، مخدومة، استهدفت تاريخه، شهداءه، رصيده، تنظيماته وقياداته، من أجل إضعافه. وسخرت الجهات، التي تقف وراء هذه الحملة، إمكانيات، وكتائب، ومؤسسات إعلامية، لتبث الإشاعات والأكاذيب والأباطيل، لكن إرادة المناضلين الاتحاديين كانت -كما هي منذ تأسيس حزب القوات الشعبية -صلبة، صامدة، في مواجهة هجمات الخصوم .
إن في مسار هذا المسلسل الانتخابي، المتعلق باستحقاق السابع من أكتوبر ،محطة رئيسية، هي التحالفات.
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كان واضحا، وسيظل في هذا الشأن.
إن تحالفات الاتحاد، فيما يتعلق بتدبير الشأن العام، يجب أن تتأسس على القناعات المشتركة، حول بناء الديمقراطية، مؤسسات، وسلوكا، وعلاقات، وليس بالادعاء، ومحاربة الفساد، ممارسة وجدية وليس بالخطابات، والعمل من أجل مغرب قوي، حداثي، متضامن، تحترم فيه حقوق الإنسان، وينتفي فيه التمييز، والتهميش، والإقصاء، وتكرس فيه المساواة، وتكافؤ الفرص .
إن التحالفات التي يؤمن بها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قاعدتها الصلبة، أن تكون أطرافها على قدم المساواة، كتنظيمات حزبية، وليس مجرد رقم لسد فجوة كمية، لتشكيل أغلبية .
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تاريخا ونضالا، وتضحياتٍ، كان وسيظل حزبا يمسك بقراره مستقلا، تعبر عنه أجهزته التنظيمية، ويصيغ مواقفه من خلال هذه الأجهزة .إنه حزب يمد يده للتعاون، وللتحالف، مع من يحملون نفس القناعات، والقيم، ويؤمنون بنفس الأفق.