كثر اللغط في هذه الأيام حول الكثير من الفضائح التي هزت أركان هذه الحكومة. وخرجت أصوات مهاجرة تقاعدت، وتفرغت لزعزعة مؤسسات قائمة لسنوات، تقوم بتدبير قطاعات مهمة في الهجرة التي يتنافس فيها مؤسسات أخرى، والتي تتقاسم كل قضايا واهتمامات المهاجرين المغاربة وبالخصوص الذين يعيشون في الغرب.
يُتهم المحلل المتفرغ المتقاعد مؤسسة الحسن الثاني بفشلها في تدبير ملف الهجرة وبنظرة تحدي وهو يعلم رئيسها المنتدب والثقة الكبيرة التي يتمتع بها لدى الجهات العليا في البلاد وتحت إمرة وتوجيهات من يتحرك هذا المسؤول، وأشار إلى ضرورة تجديد هياكل هذه المؤسسة بسبب الفراغ وانتقال بعض أعضاء المجلس الإداري إلى دار البقاء. وطالب باحترام القوانين التي بموجبها تم تأسيس هذه المؤسسة ،وتعمد في تجريدها من كل الإنجازات والأعمال الكبيرة التي قامت بها.
هل من الإنصاف أن نقبل بتحليله، في الوقت الذي يسكت ،عن التسيير الكارثي للوزارة وبالخصوص في الإتفاقية التي تم إلغاؤها من طرف السلطات الهولندية وهو الذي قضى سنوات في هولندا، ماذا فعل سيادته في تصحيح الوضع والضغط بدوره على السلطات الهولندية كفاعل جمعوي يدعي أنه له وزن في الساحة.
ما رأيه في الندوة التي ستنظم اليوم في مجلس النواب والتي تمر حسي مسي دون دعوة فعاليات موجودة في المغرب، رغم أن موضوعها مهم، ودون دعوة جمعيات لها وزن كبير في الساحة الأروبية ودون أن يراعي المنظمون دور الإعلام والإعلاميين في خلق إشعاع لمشروعهم، لأنه يتعلق بالتنمية والجهوية الموسعة، خطير مايجري في بلدنا ونحن على أبواب انتخابات تشريعية ،تم إقصاء مغاربة العالم منها ،ويجتمعون اليوم ليتحدثوا عن التنمية والجهوية الموسعة ودور الجالية فيها.
لا الجهات المنظمة تستطيع إقناع مغاربة العالم وإعادة الثقة لهم بعد تجريدهم من حقوقهم الدستورية، ولا مغاربة العالم يمكن أن يضعوا ثقتهم في الحكومة وسياستها ولا في الوزارة الوصية ،لأنه تأكد لهم بالملموس أنهم بالفعل يعتبرون بقرة حلوب ،بعد مسلسل الإقصاء المتوالي وتعدد مؤسسات الهجرة التي تهتم في تدبير شؤونهم والفشل الذريع الذي صاحب هذا التدبير.
سلط المحلل السياسي المتقاعد و المختص في شؤون الهجرة وانتقاد مؤسساتها الخلل الكبير الذي تعرفه مؤسسة الحسن الثاني، لكنه لم يكن منصف في تسليط الضوء على التطور الذي عرفته منذ التأسيس والخدمات التي قدمتها، واجتهادات القائمين عليها ونحن نعلم في القانون الفقهي مقاربة المجتهد الذي يصيب والذي يخطئ، فمن اجتهد وأصاب له أجران ومن اجتهد وأخطأ له أجر،ولنعتبر وفق الإنتقادات التي سجلها على المؤسسة، أن القائمون عليها ووزنهم في هرم الدولة والثقة التي وضعها فيهم عاهل البلاد قد اجتهدوا ولم يحققوا كل الإنتظارات، لكني أطالبه بالتجرد من الإنحياز والسكوت عن باقي المؤسسات الأخرى ،التي سقطت في أخطاء قاتلة ولم تكن له الجرأة في تناول أخطائها في مقالات صحفية، أحيله فقط على الندوة التي ستنظم اليوم ويبحث عن المقاييس والمعايير التي اعتمدها منظموها في توجيهات الدعوات للمشاركين، و موقفه الشخصي من موضوعها ،كما سأكون ممتنا له إذا تحدث وبكل شجاعة عن هذا العبث الذي تمارسه حكومة عبد الإلاه بن كيران ووزير الهجرة وباقي المؤسسات التي تكالبت على حقوق المهاجرين المغاربة الذين ضاقت بهم السبل في دول الإقامة بسبب الإرهاب والتطرف وفي بلدهم الذي صادر حقوقهم الدستورية.
سأعود للحديث عن المؤسسات المكلفة في تدبير الهجرة والأخطاء الي ارتكبتها في حق مغاربة العالم.
*حيمري البشير
بركان في 27 يوليوز 2016