نار الربيع العربي التي التهبت في عدة دول وأرجعتهم سنوات وقرون إلى الوراء ،لم تصل إلى بلدنا بفضل حكمة ملكه ،كنا السباقين لتغيير الدستورحتى يتجاوب مع مطالب الشعب المغربي .
كان حلمنا أن تفعل بنوده ولا يبقى مجرد حروف وكلمات على الورق ،لم نكن نتوقع بتاتا أن نتعرض كجالية مغربية بالخارج إلى تهميش وإقصاء ،نحن الذين أصبحنا رقما صعبا في المعادلة الإقتصادية لحجم الإستثمارات التي نساهم بها ،حوالي تسع مليار دولار
،الذين اختاروا إقصاء الجالية من المشاركة السياسية بمبررات واهية ،لايخدمون مصلحة الوطن ،بعد خمس سنوات من تصويتنا على الدستور ،يخرج وزير الداخلية ليعلن استحالة مشاركة مغاربة العالم في الأنتخابات المقبلة ،ولا نستغرب أن يفاجأنا مستقبلا بإسقاط الجنسية المغربية عن كل الذين يحملون جنسيات بلدان الإقامة ،نسي وزير الداخلية أن الوزير المكلف بالقطاع فشل في الإمتحان المتعلق بتعويضات الأرامل ولم يستطع أن يقنع هولندا بالتمسك بالإتفاقية المبرمة بين البلدين منذ سنة1972.ونسي كذلك أن في هذا البلد مغاربة نجحوا في تدبير الشأن العام بهذا البلد ،منهم من تحمل وزارة ومنهن من تربعت على عرش مجلس الشيوخ ،هي كفاءات لم ترد الدولة أن ترد لها الإعتبار ..
مشاكل الهجرة كبيرة ومختلفة من بلد إلى آخر ،هذا الإختلاف يفرض على الدولة المغربية أن تشرك مغاربة العالم في تدبير ملف الهجرة ،فلا الدولة احترمت الدستور ولا هي اقتنعت بضرورة استشارة مغاربة العالم أو اختيار من يناسب منهم لتحمل مسؤولية تدبير القطاع إن تأجيل تمتع مغاربة العالم بالمواطنة الكاملة ستكون لها انعكاسات وخيمة في علاقة مغاربة العالم بوطنهم ،لم تبق الثقة في مؤسسات الدولة المغربية ،ولن يبقى ارتباط بالهوية الوطنية للأجيال المزدادة في أروبا ،،
على المسؤلين أن يعوا خطورة المرحلة خواطر كتبتها وأنا في طريقي إلى المغرب بدون أبنائي المزدادين بالدنمارك ،لأنهم يرفضون التلاعب الذي حصل من الدولة المغربية في التمتع بحق من حقوقهم ويعتبرون الوطن الذي صادر حقهم في التصويت واختيار من يناسبهم لقيادة البلاد أو لتدبير ملف الهجرة ،وطن قد صادر هويتهم لا أدري هل يصل خطابي السيد وزير الداخلية أم سيتجاهل كل الأصوات التي ارتفعت مطالبة بحق دستوري ،هل سيعطينا السيد الوزير المبررات الحقيقية ،لهذا التأجيل الذي طال أمده ..