عاشت تونس أحداثا مؤلمة ،كان لها تأثير على اقتصادها،وغاب الأمن وهجرالسياح فنادقها ومدنها ،ومع ذلك فضل ملك المغرب قضاء عطلته في تونس ،فخرج يتجول بشوارعها دون حراسة ،وسارع التونسيون والتونسيات التقاط صور معه ،في الوقت الذي لم يستطع رئيسها ولا وزراؤها المغامرة بأرواحهم للإقتراب من الشعب المتذمر ،فعل محمد السادس ذلك فقط من أجل أن يظهر للعالم أن الأمن موجود في تونس ،وكأنه يقول للسياح الفرنسيين بل الأوربيين تعالوا إلى تونس فهي جنة خضراء ،كان حريصا أن يمدد عطلته بها مما جعل إخوانة التوانسة يعتبرونه أعظم ملك ورئيس دولة عربي يقدرون مواقفه ،
ماذا سيقولون اليوم لما يعلموا أن تونس صوتت ضد المغرب في الوقت الذي صوت معه ثمانية وعشرون دولة إِفريقية مع طرد جمهورية الوهم ،؟هل نسي من اتخذ القرار التاريخ المشترك ومواقف التضامن التي عبر عنها الشعب المغربي إبان محنة تونس ؟،
لا أصدق ماحصل فإن صوتت جنوب إفريقيا ضد رغم أن المغرب دعم رئيسها ماديا ضد الأبارتايد بشهادة نلسون مانديلا التاريخية ،فلن نقبل تصويت تونس وليس فقط تونس بل مصر في ظل الرئيس الغير الشرعي ،ولا المؤامرات التي يحيكها رئيس موريتانيا ،لا أدري مايحاك من طرف هذه الدول لبلدنا رغم أن المغرب بلد صديق ولم يتآمر أبدا ضدهم..
ماحصل يعتبر صدمة لنا كمغاربة ،صدمة للشعب التونسي والمصري الذي يكن كل الإحترام والتقدير للشعب المغربي وملكه لم أجد المبررات والدوافع حول هذا الموقف المفاجئ لهذه الدول ،ما ذَا يخبئ المستقبل من تطورات في المنطقة..؟
الأوضاع في تونس جد متطورة وتفرض تظافر الجهود لمحاربة التطرّف والإرهاب ..وساسة تونس يعلمون الدور الريادي الذي أصبح يلعبه المغرب ،
مصر تعيش أوضاعا غير مستقرة وقابلة للإنفجار في كل لحظة بسبب الركود الإقتصادي ،ثم الصراع الطائفي بين المسيحين والمسلمين والذي يمكن أن يؤدي للمطالبة بإحداث دولة قبطية ،
موريتانيا تعيش أزمة اقتصادية وحكامها يدركون أن المغرب يعتبر شريكا أساسيا أصبح له شراكة وامتداد إفريقي ،من دون أن ننسى حاجة المنطقة إلى تعاون استراتيجي لمحاربة الإرهاب الذي يشكل خطرا على كل دول غرب إفريقيا ..
يبقى الموقف الليبي متميز والذي ساند بدون تردد طلب المغرب لطرد جمهورية الوهم من المنظمة الإفريقية.. أشادت ثمانية وعشرون دولة بالخطاب الذي وجه ملك المغرب لقدة الدول الإفريقية والذي عبر فيه عن رغبة المغرب للعودة للمنظمة بعد غياب دام إثنان وثلاثون عاما .. نقول لتونس ومصر وموريتانيا الذين صوتوا ضد المغرب أن تصويتهم لن يخدم مستقبل العلاقات مع المغرب الحريص على استقرارهم وتطورهم ،ولن أفوت الفرصة دون أن أعبر عن تدمري وتدمر الشعب المغربي قاطبة من ساسة هذه الدول الذين لم يتخلّوا على سياسة التآمر وتفتيت الدول الصديقة.. ولكن هناك مثل نقوله نحن المغاربة من حفر حفرة لصديقه وقع فيها ..فالتاريخ سجل عليهم هذا الموقف السلبي الذي تلقاه المغاربة قاطبة بحسرة وألم.
*حيمري البشير كوبنهاكن.
الثلاثاء 19 يوليوز 2016.