لم نكن نتوقع أن ينظم وزير الجالية ندوة موجهة لصحفيين في المهجر ونكتشف من خلال الإستجوابات التي أجرتها القناة الأولى حضور وجوه لا علاقة لها بالصحافة وهذا ما أكدناه في مقالنا السابق ،عندما قلنا بأن السيد الوزير اعتمد في ندوته على تنسيقات ومناضلي حزبه ،ثم صحفيين مغاربة يشتغلون في قنوات عربية ،منهم من لبى الدعوة ومنهم من امتنع ،
كان عليه أن يراجع قوائم الصحفيين الذين شاركوا في أول لقاء نظمه مجلس الجالية في مدينة الجديدة منذ سنوات ،حيث كان لي حضور ومشاركة إلى جانب وجوه حضرت هذه المرة ،قال الوزير بأن الصحفيين المغاربة بالخارج يلعبون دورا مهما في الدفاع عن قضايا المغرب ونسي بأن غالبية المشتغلين في القنوات الدولية ملزمون باحترام الخط التحريري لقنواتهم ولو فيما يخص القضية الوطنية ،
لازلت أتذكر ملاحظة وجهتها لبعض الصحفيين المشتغلين في قناة الجزيرة والذين باستمرار في تحليلاتهم يعتبرون الأقاليم الجنوبية منطقة متنازع عليها وعوض قولهم بالصحراء المغربية يقولون الصحراء الغربية وهم بذلك يعاكسون بلدهم ويمارسون التضليل الإعلامي وجهت هذه الملاحظة لأحدهم وقال بصريح العبارة ،نحن ملتزمون بالخط التحريري للقناة ولم نستطع تشكيل لوبي لمواجهة اللوبي الجزائري في القناة ،هذا نموذج فقط ،في الوقت الذي يشتغل العديد في قنوات مستقلة يمتلكون فيها حرية التصرف ويدافعون بشراسة عن قضايا بلدهم المغرب ،لقد جعلوا المنابر الإعلامية التي تمولها بلدان الإقامة في خدمة بلدهم ،رغم الإقصاء والتهميش الذي يتعرضون له باستمرار..
ندوة اليوم كشفت المستور بمشاركة وجوه أجنبية على حساب ميزانية الدولة المغربية ،ووجوها أخرى لاعلاقة لها بقطاع الإعلام ،وينضاف هذا لغياب توضيحات من الوزارة الوصية فيما يخص ندوة اليوم ،بحيث تم إقصاء غالبية الإعلاميين على مستوى الدول الأروبية ،ما أثار انتباهنا مشاركة مجلس الجالية في شخص الأمين العام ومؤسسات أخرى مكلفة بملف الهجرة نطرح تساؤلات وننتظر قيمة التوصيات التي ستخرج بها ندوة اعترى تنظيمها ارتجال وتم إقصاء وجوه كثيرة حاضرة على مستوى دول الإقامة لخدمةالقضية الوطنية ،وتعمل باستمرار على خلق إشعاع لمسلسل النماء الذي يعرفه المغرب وتصحيح صورته ،كنّا نتمنى أن يكون حضور مكثف وأن تسلك الجهة المكلفة في اختيار المشاركين بطائق الصحافة المعتمدة في دول الإقامة وليس كل من هب ودب حضور ندوة من الضروري أن تخرج بتوصيات وقرارات مهمة لخدمة الإعلام في المهجر.
*حيمري البشير كوبنهاكن
الاثنين 12 يوليوز 2016.