قال تعالى : “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين “،صدق الله العظيم .
شخصيا أتابع الشأن الديني ،وأنتقد المهتمين به ،وأتابع كذلك الشأن القنصلي وأنتقد مباشرة المسؤولين على تدبيره وبالمباشر وبشجاعة عندما يتطلب الأمر ذلك ،عندما ألمس تقصيرهم في تدبير قضية المغاربة الأولى ،وعندما أحس بإقصاء وتهميش من طرفهم للكفاءات المغربية التي تخدم قضايا الوطن على الأرض ،أتحمل دائما المسؤولية فيما أكتب وأكون شجاعا في طرح كل الهفوات لكن بعد أن أجمع الدلائل القاطعة ،حتى لا أترك المجال لأي كان أن يفتح قضية ضدي لدى القضاء الذي أعلم مسبقا نزاهته وإنصافه .
عندما أنتقد شخصا فليس بنية المساس بكرامته ، وإنما بغرض النصيحة متشبعا بتعاليم ديننا الحنيف ..لا خير في قوم لا يتناصحون ولا يقبلون النصيحة ،..فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ..،
مرارا وتكرارا عندما أتناول موضوعا في كتاباتي يهم المسلمين ،أتواصل بالهاتف مع الشخص الذي سيكون مضمون كتابتي فأدخل معه في نقاش وهو يعلم أني أختلف معه في تدبيره للشأن الديني لا سيما فيما يتعلق بترشيد نفقات الدولة ،غالبا لا أقبل في إقامة ندوات في الفنادق المصنفة والتي تكلف أموالا نحن في أمس الحاجة إليها ،أقول وجهة نظري بشجاعة وعندما يستعصى علي إقناعه أنتقل لاستعمال السلطة الرابعة في كشف حقيقته للناس ،هذا هو الإنتقاد البناء ،من أجل تصحيح المسار ،من أجل البناء ،لا أخلق فتنة بإسم مستعار ،هذه هي أخلاق المسلم ،وفيها دروس لكل الناس ،يجب أن نتحلى جميعا بالحكمة ونتفادى الفتنة ،لأنها نائمة ولعن الله موقظها يجب أن نتشبث بقيم الحوار وروح التضامن مصداقا لقوله تعالى : “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن “.
ويجب في الأخير أن تكون لدينا الشجاعة في قول كلمة حق من خلال نقاش صريح أو عبر الصحف والمواقع ،وشيئ مهم يجب التنبيه إليه ،رجال الدين بصفة عامة يختلفون عن رجال السياسة الذين يبحثون باستمرار عن هفوات المسؤولين ،ويتناولونها بالنقد ،الأئمة والخطباء قدوة في التواضع مع الجميع مع المسؤولين ومع الناس أجمعين ،وإذا قدموا رجال الدولة فذلك من شدة الحياء ،ليس انتقاصا من الآخر ،هذا طبعهم في الداخل والخارج ،تفاديا للحرج ..فماكتبته من خواطر ليس مسا بشخصية ما وإنما حقيقة تحمل عدة رسائل للجميع ،للمسؤولين على تدبير الشأن الديني ،حتى يتفادوا كل ما من شأنه أن ثير الفتنة ،للمسؤولين حتى يكونوا جزءا من الجالية قريبين منها ومن معاناتها وللذين يثيرون مثل هذه النوازل بأسماء مستعارة ،عِوَض أسمائهم الحقيقية ،حتى يتجنبوا الفتنة في مؤسسات دينية وفي ظروف صعبة تمر بها الجالية المسلمة في كل مكان في أروبا في الوقت الذي نحن أحوج فيه للوحدة والألفة فيما بينا ،يجب أن تمثل للحديث الذي مفاده ،المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ..