بعد والي بنك المغرب ، و الذي أشار مؤخرا لراهنية الظرفية اقتصادية الغير مريحة بالمغرب . و هو الأمر الذي اعتبرته الحكومة تشويشا على مسارها و إنجازاتها ، في وقت يتم فيه التسخين للانتخابات التشريعية في نهاية الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل . بعد ذلك أكد أحمد الحليمي عن المندوبية السامية للتخطيط في ندوة يومه الثلاثاء 12 يوليوز 2016 أن نسبة النمو بالمغرب لن تتعدى 1.5 % برسم سنة 2016 ، بخلاف التوقعات التي راهنت و بشرت بها الحكومة و التي تبرر بها رصيدها .
قد تدعي الحكومة مرة أخرى أن المندوبية السامية للتخطيط غير صادقة في تقاريرها و أرقامها و تحليلاتها ، كما سبق . و قد تقول أننا نزايد على الحكومة من خلال تقييم و تقديم وضعيات تهم المجالات الاقتصادية و الاجتماعية بالبلد ، فالحكومة تدعي أنها حققت الكثير ، وهي بصدد تحقيق الأكثر ، وفق أرقامها و تحليلاتها و خرجاتها الاعلامية .
المندوبية السامية للتخطيط أكدت ، وقبلها بنك المغرب ، وتجاوزا لن نذكر العديد من الهيئات و المؤسسات التي تنتقد الحكومة ، ولو بخلفيات سياسوية ..أكدت أن الوضع الاقتصادي بالمغرب في مأزق ، أن لم نقل في خطر . فحتى لو اعتبرنا أن الموسم الفلاحي لم يكن جيدا ، وأن الله لم يستجب كثيرا لصلوات الاستسقاء ، رغم إسلاموية حزب العدالة ، فالموضوع يتعلق بأكثر من مجال ، ولا يرتبط بالغيث و القدر بالضرورة . فالمندوبية تحدثت عن ضرورة تدخل الدولة في القطاعات الصناعية ، التحويلية منها و الأخرى المرتبطة بقطاع النسيج و غيره ، من أجل تقليص تأثير المناخ على الأداء العام للاقتصاد المغربي ، وأكثر من ذلك أشار إلى ضرورة العمل وفق مخطط استرتتيجي و اعتماد الاستثمارات المشتركة مع الخواص ..
فهل يمكن أن نعتبر كلام الحليمي تقييما للوضع الاقتصادي بالمغرب ؟ وهذا ما يجب أن يكون .. وإلا يجب أن نسرح الحليمي و مندوبتيه ..وهل للحكومة تقديرات و تقييمات أخرى تفند بها التقارير و التقييمات السابقة ؟ لتطل علينا وتقول أنها خير حكومة أخرجت للناس ، وأن من يقول العكس ضال و حاقد ؟ ؟..
قد يطلع علينا رئيس الحكومة مرة أخرى ليقول أن بالمغرب حكومتين أو دولتين ، وانه لا يعلم أشياء تهم تسيير الشأن . و قد تحاول الحكومة أن تقدم وضعا آخرا عن الظرفية الاقتصادية و الاجتماعية ، محاولة بتسويقه كسب أصوات أخرى لتشكيل أغلبية مقبلة ، لكن هل سيبقى المغرب مرهونا مرة أخرى بغياب المصادقة على المعطيات ؟ فحتى الخطاب السياسي له حدود دنيا من المصداقية و الوضوح و الواقعية ..