*محمد اسماعلي

يا للمفارقة في الصورة طبيبان أقسما على حفظ حياة الناس وتخفيف آلامهم.
الأولى لنرويجي “كافر” اسمه مادس جيلبرت، ترك النرويج ونعيمها و جاء متطوّعاً لإنقاذ أطفال غزة وأهلها المسلمين بلا مقابل.
والآخرى لسعودي عربي مسلم اسمه (لا داعي لذكره)، هاجر الى أرض الرافدين لذبح أطفالهم ـ المسلمين أيضاً ـ قربةً لله تعالى، وبعدما كلّت يمينه من الذبح فجّر نفسه في مدينة كركوك ليقتل اثنين وثلاثين عراقياً بالتمام والكمال ناهيك عن الجرحى ومبتوريّ الأطراف.

السؤال هو أنّ كلا الشخصين متعلّمان وصاحبا مهنة إنسانيّة كما يفترض، فما الذي جعل الأول متبرّعاً لأنقاذ الناس والثاني مجاهداً لذبحهم؟!
وما الذي جعل “الكافر” يحنّ على أبنائنا بينما يتصدّى “المؤمن” لجزّ رقابهم؟!
أليست هي الإنسانيّة العابرة للدين والعرق واللون والجنس،
الإنسانيّة التي تمسّك بها الأول بينما تخلّى عنها الثاني لعقيدة طائفية إقصائية تكفيرية سلبته آدميته وحوّلته الى حيوان مفترس؟!

*عن الفيس

        الاحد 10 يوليوز 2016.

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…