… السيدة  حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة ، لا زلنا ننتظر إطلالتك البهية … بكل  حكمتك و كامل مشمشك ، وأنت كما خبرناك لا تغيبين أبدا، حد أنك تعملين 22 ساعة في اليوم .. هديتك ، بمناسبة العيد ، و بمناسبة حملة محاربة الميكا  ، و بمناسبة” كوب 22 ” قد وصلت  ، و أنت غائبة عنا ، ونحن ننتظرك على أحر من جمر النفايات التي ستحرق فوق ترتبنا وفي هوائنا ، وتبا  و “طوز ” في بيئة الوطن وحراسها .

ننتظرك كي تشرحي لنا ملابسات صفقة الأزبال الأنيقة و النقية ، التي أجهدت نفسك في التوقيع عليها بالديار الايطالية .. فطوبى لك و للحكومة التي تحتضنك .. أنت ترهقين نفسك أكثر من اللازم كي تجلبي الاستثمار و الثروة للبلد الفقير والمحتاج إلى صفقات مماثلة ..

أنا قلت أن في الأمر سرا لا يعلمه إلا الله و أنت ، و ربما رئيس الحكومة ،إذا سمح بالاعتراف، .. وأكيد  ، وأنت الحكيمة ، أن لديك من الأجوبة ما سيفحم الأعداء و المدعين ،  عن كونك جلبت نفايات و أزبال إيطاليا إلى المغرب ،  فالأمر ليس كما يقول الناقمون و الجاحدون ..

 وحتى الوزير الخلفي ، و الناطق الرسمي باسم الحكومة لم يصرح بعد ، وأظنه هو الآخر لا يعلم كنه الأمر و حيثياته و مزاياه الحميدة على الوطن . فقط وزير الداخلية تكبد عناء التصريح ، و (أكد) أن هذه المواد تستعمل من طرف عدد من الدول الأوروبية بما فيها إيطاليا، وأن عملية استيرادها للمغرب تحترم اتفاقية “بال” كما تخضع لعملية مراقبة في الميناء للتأكد من ذلك، فضلا عن مراقبتها من جديد في المصانع التي تستعملها.

علمنا أيضا من بعض المصادر أنك في مهمة بالخارج – كان الله في عونك – من أجل التحضير ل ” كوب 22 ” التي سيحتضنها المغرب قريبا ، و التي ستقدم لها عينات من أزبال إيطاليا عربونا ، كي تتأكد الأمم ، كل الأمم ، من حرص المغرب على احترام البيئة .

وأنت في سفرياتك و اهتمامك بصفقات ” زبالات ” أوروبا ، الشعب هنا يجهد نفسه و الحكومة  ، كي نجعل من الوطن وطنا ” بزيرو ميكا ” … و التلفزة و شوميشا و القيامة ..،  حول الميكا و الزيررو، وشعار ” كاين ما احسن ” تجسدينه بصفقة الأزبال ، ففعلا أزبال إيطاليا أحسن من ميكا المغرب .

المواطن البسيط تفاعل مع مشروع ” الزيرو ميكا ” و الكل – حتى الرسميين  منهم– خرجوا باحثين و متربصين بالميكا  كي يعتقلوها و يعدموها ، ولم يخرج أحد لأزبال إيطاليا …

 أعرف و أعترف بأناقة إيطاليا و الايطاليات  ، و أنت تحبين الأناقة ، فمرحبا بأزبالها الأنيقة و المرحب بها في الوطن ، وليذهب كل العاملين و المستعملين للميكا إلى الجحيم .

و بمناسبة حرب الميكا  ، طلب مني مواطن بسيط أن أشرح له كيفية الحصول و استعمال Les barquettes   و الشرائط الغذائية الصحية الذي تبثها و تشهر لها شوميشا في التلفزة  المغربية الرسمية… واستفسرني عن إمكانية وضع ” المخاشفة أو التقلية ” ، و الرسدين الذي تحصل عليه النسوة الكادحات بالموانئ صدقة ، كي تعدن بيعه للكادحين الباحثين عن قوت يوم واحد … استفسرني عن إمكانية وضع هذا السردين ، وربع كيلو من المخاشفا ب Les Barquettes  مغلفة بالشريط الغذائي الأنيق و الجذاب .  لا جواب عندي لكوني لست وزيرا ، و لست بدراية  و كفاءة شوميشا ، ربما سأجد الجواب عندك أو لدى الحكومة … وربما – وهذا مطلب شعبي – ستمرين على دولة أخرى أنيقة لتجدي لنا و لمواطني الكاريانات الفقراء وصفة و صفقة ل  Les barquettes  و   لوازمها ، كي يتبضعوا في أمن ، و أمان البيئة ..

نعم سيدتي الوزيرة … سنلتمس  ،أو سنطلب ، أو سنأمر كل المواطنين  ،و الحاسدين ، و المشوشين ،و الحاقدين ، أن يعتذروا لك جماعة و فرادى .. هم أغبياء و جاهلون و جاحدون ، ولم يطلعوا على حيثيات الصفقة التاريخية ،  فهي ، فقط  ، لا تتجاوز 2500 طن ، وهذا قليل على هولدينغ لافارج المسكين ، و المحتاج إلى بدائل للطاقات الأحفورية  ، كي نصنع الاسمنت لبناء الوطن .. وهم أيضا لا يعلمون أن الصفقة مكونة أصلا من الميكا أي البلاستيط و المطاط ، لكنها غير مضرة و صديقة للبيئة لأنها من إيطاليا ، والتي بلغت فضائح نفاياتها إلى محكمة العدل الأوروبية سنة 2014..

فعذرا سيدتي الوزيرة الحيطي … وأعدك أننا سننتظر عودتك كي تعليمنا أن ميكا و مطاط و أزبال إيطاليا أنظف منا و من كارياناتنا الوسخة ، حتى لو صارت  “زيرو ميكا “..

الخميس7 يوليوز 2016.

 

‫شاهد أيضًا‬

باب ما جاء في أن بوحمارة كان عميلا لفرنسا الإستعمارية..* لحسن العسبي

يحتاج التاريخ دوما لإعادة تحيين، كونه مادة لإنتاج المعنى انطلاقا من “الواقعة التاريخ…