…ضحكت بمرارة و انا ارى صورة نائب الرئيس يمد يده بكيس بلاستيك اسود (ميكة) لسيدة رودانية ملتفة في ملحفتها الزرقاء ثم قلت في نفسي كم هي معبرة الصورة و تنطق بكل الدواخل و كل الاحكام و كل الاهانات … و ان تفنن اصحابها و ملتقطوها في تلميعها واجتهدوا في ان تاتي جميلة فقد جاءت مشوهة مقيتة و مقرفة و كان ينقصها ان تديل بعبارة “اليد العليا خير من اليد السفلى”…
هده الصورة ليست تعبيرا عن دفء عاطفة بقدر ما هي زهو و انتشاء بعملية لم تكن في الاصل تحوز رضى المنتخبين فيمن سبق لانهم بكل بساطة علموا انها لم تبدل من حر مالهم فلا هي صدقة يثبت اجرها لهم و لا هي بالموقف يستشف منه قوة الشخصية في وعيها و رؤياها و تضحيتها ويستحق ان يسجل للامانة والتاريخ … ولانها عملية “اقصد توزيع الاعانات ” تلزم نصوص القانون التنظيمي للجماعات المنتخب القيام بها فما الفائدة من اشهارها انجازا و المرافعة عنها دفاعا ؟..
… هده الصورة مذلة و تمريغ بكرامة الشريفة دات الملحفة الزرقاء الارض ..اقول الشريفة لانها قد تكون قريبتي او صديقتي او جارتي او … هي على كل حال رودانية مثلي بنت البلد… وان كان هدا السلوك يدل على شيء فانما يدل على ان النخب السياسية التي تدبر الشان العام بالمدينة لا زالت لم تع خطورة خطوة اولى اقدمت عليها بتوزيعها استمارة على الاعضاء المستشارين في سابقة هي الاولى من نوعها تريد من خلالها تصنيف الفئات المعتادة على الاعانة الى فقيرة و اخرى هشة وتطلب منهم (اي الاعضاء) تعبئتها بكل دقة بمعلومات عن الحالة المدنية للمعنيين متجاهلة تماما ما قد يسببه من الاحراج مثل هدا الاجراء على الاسر و ابنائها لمدد طويلة ثم تفاجأنا اليوم ب”تدبير” اقل ما يمكن ان يقال عنه انه “صدقة يتبعها ادى” …
خلاصة القول ان التدبير مسؤولية تستدعي الكثير من التمرس و الادراك العميق بان دور المنتخب هو تطوير المجتمع و اعادة تاهيل عقول تعتقد سذاجة او خوفا انها خلقت من اجل مد اليد و العمل معها من اجل اقناعها بتطوير ملكاتها …لا اختزال مدينة برمتها في امراة متدثرة بملحفة رودانية و كيس بلاستيك و ابتسامة قد تقول … باي ميكة عدت يا رمضان..؟
*28 يونيو 2016.