تؤكد التطورات الحالية في الحياة السياسية بالمغرب، أن كتابة تاريخ الأحزاب، أصبحت أمرا ضروريا أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد المحاولات الحثيثة لحزب العدالة والتنمية، قَلْبَ الأدوار، وتزييف الحقائق، من أجل تقديم صورة مغايرة عن واقعه وانتمائه وارتباطاته.

يسعى هذا الحزب، في ظل الحملة الانتخابية السابقة لأوانها، إلى أن يتقمص دور المعارضة، في الوقت الذي يترأس الحكومة، فهو المسؤول عن السياسات العمومية، في مختلف تجلياتها، غير أنه يُصِرّ على أن يلعب لعبة خطيرة، ديماغوجية وانتهازية، للتهرب من مسؤولية الفشل.

كلما اقتربنا من نهاية ولاية الحكومة، وانطلاق الحملة الانتخابية، كلما ضاعف حزب العدالة والتنمية من هذا الموقف اللامسؤول، الذي يفرغ الممارسة السياسية من أي محتوى جدي، ويشوه المكتسبات الدستورية، ويبخس أي التزام تجاه الناخبين.

كما سيواصل أيضا البحث عن مشجب يعلق عليه إخفاقاته وخواء الشعارات التي رفعها، باللجوء إلى نظرية المؤامرة، مدعيا أنها تحاك ضده من طرف أجهزة «المخزن»، وكأنه ليس وليد هذه الأجهزة، التي جمعت شتات جمعيات الدعوة وجمع الصدقات، ونسقت بينها لتخرج إلى الوجود تحت حماية عبد الكريم الخطيب، وتوكل إليها مهمة مواجهة الأحزاب الوطنية الديمقراطية.

هذا هو تاريخ حزب العدالة والتنمية، الذي ليس قديما حتى ينسى. ربما تنطلي الحيلة على بعض الأنصار، المغرر بهم، أما المتتبعون للحياة السياسية المغربية، فإنهم يعرفون ظروف نشأة الحزب، وكل الذين كانوا وراء هذه العملية، وارتباطاته الداخلية والخارجية.
لذلك من المفيد كثيرا أن نستحضر تاريخ الأحزاب السياسية، في هذه الظرفية، التي تسعى فيها الدعاية والتضليل، إلى خلط الأوراق، من أجل وضع غشاء عذرية لم يحدث أن كانت أصلا، سواء قبل ترؤس الحكومة أو بعدها، ففي كل هذه المراحل، لعب حزب العدالة والتنمية، الدور الذي وُجِدَ من أجله.

أما الأحزاب التي نشأت في الكفاح الوطني والنضال الديمقراطي، فإنها لاتحتاج إلى شركات التواصل لتزوير تاريخها، لأن العملة الأصيلة لا تتغير ولا يشحب لونها، لذلك فهي ليست في حاجة إلى الخدع السينمائية والمؤثرات الصوتية والسيناريوهات المفبركة.

* بالفصيح

       الاربعاء 8 يونيو 2016 .

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…