لم تعد تفصلنا عن نهاية اول تجربة بعد دستور 2011 برئاسة العدالة والتنمية PJD للحكومة سوى بضعة أشهر .وفي تقديرنا فان المهم الان ليس هو ضرب الأخماس في ..” وب” الاسداس لمعرفة من سيفوز في الانتخابات القادمة، وهو ما دأبت عليه افتتاحيات معلومة في الاعلام المكتوب ،ولكن الأهم في تقديرنا “والمعقول”هو طرح التساؤل التالي،ماذاسيتبقى وسينطبع في الذاكرة الجماعية حول النتائج ،والحصيلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية لهذه الحكومة؟!


ان مشروعية طرح هذا التساؤل تنبع من انه في وضع سياسي طبيعي وفي غمرة إعداد الترتيبات لانتخابات قادمة يكون المطلوب اولا وقبل كل شيء الوقوف على النتائج وتقييمها والبحث في انعكاساتها على حياة المواطنين ووضعية القطاعات قبل النطق بالتوقعات.


الغريب فيما نلاحظه اليوم ان هناك ممارسة مسترسلة تدفع في اتجاه توقعات حول نتائج الانتخابات بصورة مجردة معزولة عن سياق النتائج والسياسات والحصيلات يراد لها ان تترسخ وتعلق في الأذهان،وتكسب الصدقية لا مما يجب ان تحمله من ارتباط مع نتائج السياسات التي نهجتها حكومةPJD بل مجرد تكرارها كل يوم وفي كل المناسبات ، وبكل وسائل النشر والانتشار.

الغريب كذلك ان الحزب القائد لهذه الحكومة PJD ابتداء من رئيسها ووزرائه وبرلمانييه ،وشبيبته و…صاروا يرددون بصورة روتينية وميكانيكية متشابهة،انهم عائدون ،حيث صارت هذه العودة هي العمود الفقري في خطاباتهم بدون اي ربط او سند او علاقة بما قدموه أو لم يقدموه!

وبغض النظر عما تشكله هذه الممارسة من ابتعاد عن منهجية العمل المطلوبة والمتعارف عليها في دنيا التنافس الانتخابي الديموقراطي ،فإنها صارت اليوم مظهرا من مظاهر البوس السياسي والضحالة الفكرية، وفراغ الحصيلة.وفي هذا السياق هل لنا مثلا ان نسال من أين يأتيهم هذا اليقين؟!وهو مفصول ومنقطع عن ركائزه وتجلياته .

لا نريد طرح افتراضات تعجيزية ولكن من حقنا ان نطرح بعض الأسئلة البسيطة حول الحصيلة وهي أسئلة نعتقد ان اي ملاحظ او دارس متجرد سيطرحها وهو يستشرف آفاق انتخابات 7 اكتوبر.


1- ماهي التطورات التي حصلت في القطاعات الاستراتيجية التي يؤثر نموها وإجمالا على الاقتصاد الوطني؟
2- هل تقلصت مساحة الهشاشة والخصاص الاجتماعي والفقر خلال الخمس سنوات الاخيرة؟
3- هل سجلت المؤشرات العامة تناقصا في حجم الفساد ،والارتشاء،واستغلال النفوذ، والإثراء بلا سبب، مما يدخل في لغتهم في باب المعقول والصدق وليس فقط مجال المال والاقتصا والتدبير؟!
4-اي تطور حصل في تفعيل المقتضيات الدستورية ،والدينامية المجتمعية من قضايا الشباب والنساء، والشأن الثقافي،والمنظومة التربوية،وكلها قضايا مثلت جوهر الحراك الذي حملهم لمقاعد التدبيرقبل 5سنوات؟
5-اي تطور حاسم في مجالات تشكل الهم اليومي للمواطن المغربي، من شغل قار،الى جرعة دواء،الى سكن لائق ؟!

ترى من أين يأتيهم هذا اليقين بحتمية الانتصار بل الاكتساح! ..اذا كان يقين المغاربة اليوم،ويقين الأغلبية الصامتة،ان المؤشرات العامة تفيد ان لا تحسن -لكي لانقول شيئا اخر- يمكن ان يبرر توقعاتهم..
الأعراف الديموقراطية تقتضي الحديث عن الحصيلة متبوعا بالتوقعات ،عندهم التوقعات بمعزل عن تقديم وتقييم وتمحيص أية حصيلة .

يبدو ان هذه الممارسةالتوقعية للPJD هي نوع من البدع في مجال علوم الاستمزاج (sondage d’opinion )لا يخضع للقواعد الدنيا المتعارف عليها في عالم السياسة،حيث يصبح هذا الاستمزاج نوعا من الرجم بالغيب لا يحتاج صاحبه لوقائع ولا ارقام ،ولامتغيرات.

*عن صفحة الكاتب

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…