لم نكن نتوقع هذه الفاجعة ،رحلت عنا وكنا باستمرار نتواصل عبر المواقع الإجتماعية تساندنا عزيزي محمد في مبادراتنا التي كانت تصب كلها في خدمة مغاربة العالم وكنا باستمرار نرى فيك القدوة في العمل الجمعوي والإنساني الجاد ،
رغم همومك في علم الهجرة لم تنس مسقط رأسك هنا في أعالي جبال تافوغالت ، كنت مناضلا ضد الفساد المنتشر في التدبير الجماعي وحين ترفع صوتك عاليا ،لم نتردد ولا مرة في دعمك ومساندتك ،
كنت المقاوم ابن المقاوم ونبعك كله مقاومة ،غادرونا أخي محمد ونحن في غفلة منا ،بعيدين عن مسقط رأسك لوداعك الأخير ،رحلت عنا وتركت فراغا كبيرا وحرقة لأننا افتقدنا من كان يقودنضالا في لهم العائدين في الوقت الذي قصرت مؤسسات الهجرة في تحمل مسؤوليتها في تبني ملف العائدين ،تحملت المسؤولية كنت أحسن محامي ..
لن ينساك من رافعت عنهم بشرف ،سيذكرك اليتامى بخير ويدعون لك في كل لحظة ،أشعر في هذه اللحظات وأنا أغادر المغرب بعد حضورا لندوة بحسرة كبيرة لأَنِّي لن أستطيع حضور جنازتك وأودعك الوداع الأخير في تلك الجبال التي كنت فيها أسدا تزعج الجبناء والفاسدين وناهبي المال العام
نم أخي محمد قرير العين فإنك كنت رجلا ،مقاوما ،سجلت إسمك في تاريخ الهجرة ،ستذكرك كل الأجيال الذين عاصرتهم ،بل وسيتحدث عن سيرتك في عالم الهجرة أجيال قادمة ،أنت الإنسان المثقف المناضل السياسي المواطن الذي تجسدت فيه كل قيم الإنسانية ،كنّا كلما استضفناك في منبرنا الإعلامي لتروي لنا قصة المعاناة من عالم ظالم تستجيب وبروح عالية لتؤكد لنا كل شيئ بدون تحفظ رحمك الله أخي محمد الصايم وجعلك مع النبيئين والصديقين وحسن أولئك رفيقا وألهم أهلك وأصدقاء الصبر على هذا الفراق المفاجئ وإنا لله وإنا إليه راجعون.