ماذا يعني أن تصبح الجامعة، في أقلَّ من أسبوع مسرحا للعنف اللامشروع والخارج عن كل الأعراف؟
معناه أن تحولا رهيبا يستقر اليوم بين أسوار الجامعة المغربية، في ظرف حساس للغاية من تاريخ البلاد.
هناك عنف غير مشروع بتاتا، تعتمده الفصائل السياسية المهيمنة، بالقوة والإقصاء، على الفضاء الجامعي، المنذور للتعددية ، للقضاء على تقاليد الحوار والسجال النضالي والتمرد الفاعل .
معناه أيضا ، أننا أمام مراحل متقدمة من تجريد التعبيرات الطلابية من تقاليدها الحوارية التي رسمت تاريخها ووضعتها في مقدمة الكفاح من أجل الديمقراطية والفكر والثقافة، لفائدة تقوقع إقصائي تهيمن فيه إيديولوجيا الاغتيال بنوعيه، الرمزي والمادي.
معناه أيضا أن الجامعة، بعد أن تحولت إلى مدرسة لإنتاج البطالة، بسبب السياسة غَير المسؤولة التي فصلتها عن محيطها الانتاجي والاقتصادي الفاعل، تتحول تدريجيا إلى بؤرة سوداء للحياة الطلابية خاصة،والشبابية عموما.
معناه أيضا أننا نتفرج على انحراف رهيب، يجعل الجامعة بعيدة عن التنافس في الترتيب الدولي للفضاءات العلمية والبيداغوجية والتكوينية، بناء على الاستحقاق والجدية والعلم والمعرفة، كفضاء مفتوح على كل أشكال العنف والتنكيل.
معناه، أساسا أن الترخيص الذي اعتمدته الحكومة، بتغليب العسكرة والمقاربة الزمنية، كان خطأ، وأن إدراج الجامعة في خانة المناطق المنفلتة، يصعب كل مقاربة بيداغوجية تكوينية تعمل على استرجاعها كفضاء للتنشئة الاجتماعية والمؤسساتية والعلمية التي تفيد البلاد.
فقد تعددت أشكال المواجهات والصدامات، وتبين أن القرار الحكومي بتغليب القرار الزجري لم يكن في مقدوره أن يضمن الحماية الأمنية والهدوء اللازمين لبقاء الجامعة المغربية العمومية في خانة الفضاءات السلمية والعلمية ، فضاءات بناء المواطنة، بعدا عن التمترس الايديولوجي والتعويض النفسي عن الفشل في اختراق المجتمع، لهذا ندق ناقوس الخطر، لحوار وطني أشمل حول الملاكمة في الحرم الجامعي، قبل فوات الأوان.