لست من هواة تعميم البؤس على المغاربة، حكاما ومحكومين..بدعوى العدالة المطلقة!
ولست مع العدالة التي تنزل بالناس من الأعلى الفاره إلى التحت الفارغ،
بل مع العدالة التي ترفع الناس من الأسفل إلى الأعلى..
ولكن مع ذلك، كنت أفضل أن يدور النقاش حول ما يركبه الوزراء (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)، بمعادلة أقرب إلى السؤال: هل سيركبون سيارة مغربية الصنع أم سيارة أجنبية؟.
كان بودنا لو أن الخيار قائم فعلا بين سيارة مغربية، فيها…. درجات وبين سيارة أجنبية.
وقتها كان الخيار سيكون محسوما..
فنحن مع السيارة الوطنية الصنع والتصور والتجربة والكلفة والابتكار.. والمورد البشري.
وكنا سنكتب عليها ما كنا نكتبه على علبة الوقيد (زالاميت ): إنك بشرائك لهذا المنتوج تساهم في اقتصاد البلاد!
واقتصاد اللغة أيضا ، في ما يخص النقاش الحالي..الذي طغت عليه ثرثرة مثيرة للالتباس!
بل كان يمكن أن نتيمن بالآية الكريمة
«”ولعبد مومن خيرمن مشرك؛ ولو أعجبكم »”ونكتب
ولضاصيا مغربية خير لكم من مرسيديس بينز ولو أعجبتكم!
لكن لا بأس،: نحن الذين تطلّب منا ركوب الحافلات والشاحنات والقطارات عمرا بكامله، من فرط ما كانت مطايانا -حاشاكم – مما سخر لنا من دواب ، حميرا وبغالا، …سنعتبر أن ركوب السيارة حدث حضاري منقطع النظير، وله تبعات كبيرة.
لهذا قد لا يفهم الكثيرون تخوفاتنا من المرسيديس »كلاس« الرفيعة:فقد يحدث أن يستأنس الوزير بها، ويتآخى لحم أطرافه السفلى مع الأرائك المريحة، وما يحيط بذلك من رفاهية ..
والخوف ليس في الركوب، بل في النزول منها.. و«الولف صعيب» كما تعلمون..
وقد يبدأ بآثار جسدية، سببها الفرق في الحرارة بين الخارج والداخل، ويكون نتيجته أنفلونزا يرتفع وينخفض خطرها.
وبعد ذلك قد يصل الأمر إلى انفصام في الشخصية، عندما يتعود الواحد منا ركوب هذا النوع الفاره..
ويحدث الانفصال عن الواقع، من شدة ما يحلو البقاء في الأجواء المخملية.. وهذا سبب كاف لانفصام في الشخصية: وحذار منه، فهو قد يفضي بصاحبه إلى أن يتنكر لما كان يؤمن به..
وهذا على عكس ما تعتقدون أخف الأضرار..
الأدهى على المرء لا يجب البوح به، نظر لخطورة ما قد يسببه من فزع قبلي
غير أن الذي يثير حقا في قضية الحديث عن سيارات الوزراء وهي سيارات لا يمكن أن تكون إلا فارهة الطول والثمن والراحة، هو تزامنها مع أمرين اثنين:
أولا التصويت على الترخيص بتشغيل طفلات 16 سنة!
ثانيا التفكير في السماح بزواج بنات 16 سنة!
وعليه أفتونا رحمكم الله:أي بلد هذا الذي يتناقش فيه الوزراء في جواز ركوب المرسيديس، و وركوب بنت السادسة عشر وجواز تشغيلها، بردا وصيفا بمكيف قانوني كما هو لا مكيف الميكانيكي في المرسيديس؟
ولهذا نجد أن شعار: ولـ«ضاسيا» مغربية خير لكم من مرسيدس أجنبية ولو أعجبتكم، لا يستقيم مع تزويج القاصرات وتشغيلهن، اللهم إذا كان الوزراء ينوون أيضا منافسة أصحاب الأموال ، الذين طرأت عليهم الثروة ، والذين يحبون الصغيرات «الستاشيات»، في أعمار الشغالات والزوجات! وهنا حديث آخر..
هنا يستقيم العبث ، فارها، طريا، بهيا .. والباقي تحله المسكنات السياسية الأخرى..
الاحد 15 ماي 2016