عاد الحديث بقوة، إلى الساحة السياسية والفكرية المغربية، حول نظرية «الخلافة الإسلامية»، بعد تصريح أمين عام جماعة العدل والإحسان، محمد عبادي، الذي دافع عن ضرورة إقامتها شرعا وعلى منهج النبوة، حيث اعتبرت العديد من الكتابات والتعليقات والاستجوابات كلامه «خطيرا» و»ماضويا’ «خارج السياق»…
غير أن ما قاله هذا الشيخ، ينبغي أن يؤخذ مأخذ الجد، رغم محاولات بعض القياديين من جماعته، التقليل من خطورة تصريحه، ليس لأنها صادرة عن أهم قيادي في هذا التنظيم، فحسب، ولكن أيضا، لأن نظرية الخلافة، مازالت تتمتع بجاذبية إيديولوجية قوية، لدى «الرأي العام الإسلامي».
ويمكن القول بأن المنظور الغالب في ثقافتنا العامة عن الخلافة الإسلامية، يطغى عليه منهج التقديس، حيث يرتبط الأمر بفترة تعتبر ذهبية في تاريخنا، تولى فيها الصحابة السلطة، بعد موت النبي، لذلك تم التعامل مع الرواية التاريخية السائدة حولها، كما يتم التعامل مع النص القرآني.
هناك العديد من كتب التراث التي تعرضت لهذا الموضوع، غير أن المنهج الذي استعمل في قراءته ظل خاضعا لمقتضيات الاعتقاد الديني في الأغلبية الساحقة مما يروج من مؤلفات وخطابات، تضفي طابعا من القداسة على الأحداث والشخوص والتصرفات والقرارات التي رافقت هذه المرحلة.
قليلون من المؤرخين والمفكرين والكتاب، الذين درسوا هذه المرحلة بمقاربة خضعت لمناهج البحث العلمي، التي تفترض الالتزام بالفكر النقدي، وتمكنوا من تفكيك العديد من الألغاز السائدة، وكشف الكثير من المعطيات التي نفضت غبار القداسة عن فعل بشري، سياسي واجتماعي وعسكري، تسري عليه نواميس التاريخ الإنساني، غير المقدس.
لا يمكن أن نتقدم حضاريا ونخلص عقولنا من ظواهر التخلف والخرافات، إذا لم نُخْضِع ما يسمى بالتراث للمناهج العلمية، كما قامت بذلك العديد من الشعوب التي أدركت أن الكثير من الأساطير والإيديولوجيات التي أنتجتها إكراهات السلطة والصراع السياسي، أَغْرَقَ النص الديني في روايات وصور وخطابات غير واقعية.
قصة الخلافة الإسلامية، جزء من هذه الإيديولوجيات التي ينبغي أن تدرس على ضوء هذه المناهج العلمية، مع التحلي بالشجاعة، لأن هناك من يرغب في ضرب الرؤوس إذا زُعْزِعَت تصوراته وأحلامه.
عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت
يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…